الاقتحام يهدد اتفاقية السلام

الخبراء العسكريون يحذرون من العملية العسكرية الإسرائيلية برفح: تل أبيب تضغط للتفاوض

العقيد حاتم صابر، اللواء سمير فرج واللواء عادل العمدة
العقيد حاتم صابر، اللواء سمير فرج واللواء عادل العمدة

أصبح العالم يتحدث عن الاجتياح الإسرائيلى لرفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة وكأنه أمر واقع، تصريحات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى المستمرة عن رفح وأهمية المدينة التى تضخمت لتصبح أكبر بكثير من حجمها وتهديد نتنياهو المستمر بالاجتياح .. وإعلانه اقتراب العملية البرية على المدينة التى لجأ إليها أهالى قطاع غزة بعد تدمير كامل للبنى التحتية فى القطاع، وكأن العملية البرية هى عملية الحسم فى حرب بين دولتين، وجيشين نظاميين.

قال اللواء د. سمير فرج المفكر الاستراتيجى والعسكرى : إن ما يحدث الآن فى رفح الفلسطينية من تصعيد للأمور هو فى إطار الحرب النفسية بين رئيس الوزراء الإسرائيلى ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى قطاع غزة، فكلاهما يريد الضغط على الآخر من خلال كل الوسائل المتاحة ليجبر الآخر على شروطه، واحتلال رفح هو ورقة التهديد من نتنياهو، للضغط على حماس للوصول إلى أكبر قدر من المكاسب.

◄ اقرأ أيضًا | العالم يدعو للتهدئة| اتصال بين بايدن ونتنياهو.. و«الأونروا»: لن نغادر

وأوضح أن كل ما نراه الآن على الساحة هو أوراق ضغط من حماس وإسرائيل، للوصول لأفضل نتائج، فحماس تريد إقرار سلام دائم وإنهاء كاملاً للعمليات العسكرية، ونتنياهو يريد الإفراج الكامل عن الرهائن، مع الخروج بمشهد المنتصر فى الحرب التى بدأت شهرها الثامن ، دون تحقيق نتائج عسكرية تُذكر سوى التدمير الكامل للقطاع دون الوصول إلى كل الرهائن الإسرائيليين.

وتوقع فرج ألا يحدث اجتياح إسرائيلى لرفح، لأن إسرائيل لا تريد فتح جبهة قتالية جديدة مع مصر، فلو حدث اقتحام فمصر ستقوم بتعليق العمل باتفاقية السلام بين البلدين، وأشار إلى أن إسرائيل لديها جبهات عديدة تقاتل فيها فى جنوب لبنان مع حزب الله، وكذلك حماس فى قطاع غزة.

بينما أكد اللواء عادل العمدة المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية : أن اجتياح رفح جاء بعد فشل إسرائيل فى إحراز أى تقدم فى الإفراج عن الرهائن، مضيفاً : أن الأرقام تشير إلى وجود 40 رهينة إسرائيلية على قيد الحياة فقط من إجمالى 134 رهينة، ومع الاجتياح ربما لا نجد أى رهينة إسرائيلية على قيد الحياة .. ولهذا كان الموقف المصرى الذى تنبأ بما سوف يحدث ولكن لم يستمعوا إلى صوت العقل..

وأشار اللواء العمدة إلى أن استهداف معبر كرم أبو سالم كان شرارة الاجتياح ، خاصة بعد الضغوط الداخلية التى تعرض لها نتنياهو وهو ما يضر بالأمن القومى للمنطقة بالكامل وليس مصر فقط ، وأوضح أن الضغط الأمريكى على حماس وإسرائيل فشل .. ومن سيدفع ثمن ذلك هم الفلسطينيون العزل لأنه بلغة الجغرافيا هناك مليون ونصف المليون فلسطينى على مساحة تتسع إلى حوالى 300 ألف نسمة فقط ، وهو ما يؤكد أننا على أعتاب كارثة.

ومن جانبه أكد العميد حاتم صابر الخبير المتخصص فى شئون مكافحة الإرهاب الدولى : أن اجتياح رفح سيكون محدوداً ،لأن الهدف منه حفظ ماء الوجه لإسرائيل، وأشار إلى أن الاجتياح سيشهد استخدام المدفعية الثقيلة وغاراتٍ جوية لضرب أهدافٍ محددة تم رصدها بدقة من خلال عناصر معلوماتية من أجل تحرير بعض الرهائن، وأوضح أن الاجتياح سيكون مصيره الفشل وسوف يترتب عليه سقوط مزيدٍ من الشهداء الفلسطينيين وفشل فى تحرير الرهائن وبالتالى سيتجه الجميع إلى طاولة المفاوضات من جديد.

وأضاف: أن الرئيس عبد الفتاح السيسى عبر عن إرادة مصر منذ البداية فكان هناك هدف هو الوصول إلى هدنة وإيقاف عملية اجتياح رفح عسكرياً، وأشار إلى أنه على المجتمع الدولى أن يتدخل للضغط على الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن هذا العدوان الغاشم ، حفاظًا على سلامة مئات آلاف الفلسطينيين المكدسين فى رفح .. لأن تنفيذ الاقتحام ينذر بالخطر ويؤكد أننا أمام دماء بريئة ستسقط فى مجازر جماعية