مصرية أنا

عيد القيامة .. وشم النسيم

إيمان أنور
إيمان أنور

يقول التاريخ إن عيد شم النسيم هو عيد مصرى صميم.. وعيد فرعونى الأصل ونحتفل به منذ آلاف السنين (يقال ٥ آلاف سنة) وحتى يومنا هذا..  وقد التصق مع الوقت بعيد القيامة للمسيحيين.. ثم ارتبط مع كل المصريين مسلمين ومسيحيين .. ليكون عيدًا مشتركًا.. فهو عيد الربيع وعيد الصداقة بين العائلات وعيد الخروج وأكل الأسماك كما ذكر هيرودوت صاحب أشهر قول مأثور عن مصر بأنها هبة النيل.. وهو الذى شهد بأن المصريين يملحون السمك.. ويأكلون الخس والبصل والسمك المملح من الملح الحجرى من بلاد آمون وليس ملح البحر وقد ظهرت هذه الأكلات فى الأسرة الفرعونية الخامسة..


 وترجع تسمية شمّ النسيم، بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية «شمو»، وهى كلمة مصرية قديمة تعنى «بعث الحياة»، حيث كانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان .. أو بداية خلق العالم.. وتم تحريف هذا الاسم على مرِّ العصور.. وأُضيفت إليه كلمة النسيم.. لارتباط فصل الربيع باعتدال الجو.. وطيب النسيم.. وما يُصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمُتنزّهات والاستمتاع بجمال الطبيعة..
ولكن كيف ولماذا ارتبط عيد الربيع أو شم النسيم بعيد القيامة المجيد؟..
فعندما دخلت المسيحية مصر فى منتصف القرن الأول الميلادى احتفظ المصريون بعاداتهم بل وأعطوها معنى روحيًا مشتركًا مع عيد القيامة.. فعلى سبيل المثال البيض يرمز لقيامة السيد المسيح.. فكما يخرج الكتكوت من البيض وحده خرج السيد المسيح من القبر قائمًا من الأموات وحده.. ومن هنا الارتباط بين عيد القيامة وعيد شم النسيم الذى لا يتحدد حتى يومنا هذا إلا بناءً على عيد القيامة.. ليصبح اليوم التالى للعيد.. ورمز فتح السيد المسيح للفردوس الأعلى كما تحتفل به الكنيسة القبطية.. ومنها انتشر هذا العيد فى كل العالم شرقًا وغربًا عند إخواننا المسيحيين سواء كانوا من الأرثوذوكس أو الكاثوليك ..
تهنئة من القلب لإخواننا الأقباط بعيدهم المقدس الذى يأتى بعد ٥٥ يومًا متصلًا هو الأطول فى شعائرهم وطقوسهم.. وتهنئة من القلب للمصريين جميعًا فى كل ربوع الوطن بعيد شم النسيم وعيد الربيع.. حفظ الله نسيج الوطن بكل طوائفه.. وحمى مصر وقائدها وجيشها.. وصان كل ذرة تراب على أرضها ..  وكل عام وأنتم بخير.