ضى القلم

فسيخ ورنجة

خالد النجار
خالد النجار

فاحت روائح الزهور وانتشر العبير مبشرا بقدوم الربيع ، وانتشرت مظاهر الاحتفال بشم النسيم ، وتوالت الأفراح بعيد القيامة المجيد.
مع كل عيد ابتكر الشعب المصرى أكلات ارتبطت بالمناسبات وتحولت لعادة للاحتفال والفرحة.


أكلات مشهورة بعاشوراء ، ولمة حول عمل الكحك والبسكوت فى عيد الفطر، وشوادر تقام فى شوارع المحروسة مع احتفالات المولد النبوى الشريف لتمتلىء بالحلوى وعرائس المولد ، ومع احتفالات رأس السنة الهجرية تنتشر أطباق الأرز باللبن والمهلبية وفى بعض القرى لابد من إقامة ولائم عامرة بالطيور، أما رأس السنة الميلادية فالمنافسة بين الأكل والحلويات ويتصدر الديك الرومى الموائد خاصة للإخوة المسيحيين.


أما شم النسيم فله روائح خاصة تتصدرها رائحة الفسيخ ! وتبدأ مبكرا مع تجهيز وتمليح السمك ، و للفسيخ تاريخ طويل متأصل منذ اخترعه الفراعنة ولذلك ينتشر فى كل ربوع مصر ، ولكل مكان طريقة فى التمليح والحفظ ، ففى أسوان تتربع الملوحة على العرش، وتنتشر طرق متعددة لتحضير الفسيخ وتتصدر نبروه بالدقهلية قمة صناعته ولكل طريقته بمحافظات بحرى والقناة ، وبدأت الرنجة مؤخرا فى مزاحمة الفسيخ تجنبا للأملاح الزائدة وخوفا من حالات التسمم التى صاحبت أكل الفسيخ الذى لايحسن البعض حفظه وتصنيعه .


حجز الفراعنة براءة اختراع الفسيخ بأسمائهم ونقوش معابدهم خير شاهد على فنون الصيد ، وعرف العالم هذا النوع من الأسماك التى تم اجراء العديد من الأبحاث عليها وتابعت أشهر البرامج الوثائقية صناعتها ولازالت محل بحث ودراسة واهتمام.
لكل مناسبة أكلة عند المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين ، لكن الثابت أن أحدا لايفرق بين الأكل والتهامه فالكل إخوة متحدون فى التهام الطعام فى كل المناسبات والجميع ينقض مشاركة للفرحة والإخوة والعادات التى حفرت فى وجدان وذاكرة المصريين.
يبقى الفسيخ والرنجة فى الصدارة واستحقا شهرة كبيرة ولا يمر احتفال لشم النسيم بدون فسيخ ورنجة ، ورغم التحذيرات ونداءات الأطباء ووسائل الإعلام من تجنب أكل الفسيخ أو ترشيد تناوله لايتوقف المصريون عن صناعته وتمليحه والتهامه ..يارب سلم .
ارتبطت الأكلات عند المصريين بالفرحة والمناسبات السعيدة.. اللهم أدم فرحتك على المصريين يارب العالمين.