أما قبل

وداع يليق بإنسان جميل

داليا جمال
داليا جمال

صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. نقابل ناس.. ونعرف ناس.. ونرتاح ويا ناس عن ناس.. ولا ننسى حبايبنا أعز الناس.. حبايبنا.

وهناك نوع نادر من البشر،  ربما لا تلتقيه وجهًا لوجه، ولا تعرف ملامحه، لم يحدث أن جمعكم مكان او تقابلتم صدفة، لكن أرواحهم  الطيبة من  الأرواح التى تلتقيها فتألفها وتطمئن لها، ومن هذا النوع النادر كان» محمد العزب « رئيس قطاع الإعلام بالشركه المصرية للاتصالات، الذى فاجأنى يوما  باتصاله بى عقب انتقادى لأداء بعض خدمات الشركة فى مقال سابق منذ سنوات، عرفنى بنفسه، معتذرًا عن أى تقصير حدث، أو أعطال تسببت فى شكواى .

ومنذ ذلك الحين تحول محمد العزب الى الملجأ والملاذ الذى ألجأ إليه،  من خلال رسالة صغيرة عبر الهاتف لأشكو من عطل التليفون الأرضي أو خدمة الإنترنت المنزلي،  لى أو لأى صاحب شكوى يستعين بي،  فيأتينى رده فورا بكلمة واحدة» عينى يافندم «، لم أذكر يومًا أن تجاهل محمد العزب شكوى، أو ضج من الانتقادات التى سردتها فى عدة مقالات لاحقة، ولم يحدث أن أهمل حل اية مشكلة وصلت اليه،  بل كان دائم الترحاب بأى نقد ومبادرًا لتذليل العقبات، وإرضاء كل صاحب حق فى مجاله.

ودون سابق إنذار.. فجعت منذ يومين بخبر وفاته مصحوبًا بصورته المبتسمة يملأ صفحات الفيس بوك،  تشيعه آلاف من الدعوات بالرحمة والمغفرة  فى صفحات كثيرة،  ولشخصيات متعددة،  حزنًا على وفاة محمد العزب الذى بكاه كل من عرفوه!

لم يكن محمد العزب نجمًا سينمائيًا، أو وزيرًا فى حكومة أو رجل أعمال ثرى تملأ صوره الجرائد،  لكنه كان إنسانًا خلوقًا، وموظفًا مخلصًا فى أداء عمله،  اكتسب القلوب بمودة صافية،  وباحترامه لذاته ولغيره،  ورغم أننا لم نلتق أبدًا ولن نلتق بعد اليوم، وبرغم انقطاع الاتصال بين ساكنى الارض وساكنى السماء.. الا أن محمد العزب الخلوق المحترم يستحق اليوم  وداعًا يليق بإنسان جميل، أمتلك قلوب كل من عرفوه.

اليوم.. أقول له شكرًا يا محترم نتركك فى رعاية الله والى رحمته الواسعة وجناته التى أعدت للمتقين.