بالصور| سراديب الموتى في باريس.. منطقة للجذب السياحي

سراديب الموتى في باريس
سراديب الموتى في باريس

تحت شوارع باريس الصاخبة، واللامعة تقع متاهة مظلمة وصامتة، وبمثابة المثوى الأخير للملايين، سراديب الموتى بباريس، وهي شبكة من أنفاق المحاجر القديمة، وواحدة من أكثر أماكن الدفن غموضًا في العالم، إذ يضم هذا النفق الموجود تحت الأرض رفات أكثر من ستة ملايين شخص، مما يضيف جانبًا مروعًا لتاريخ المدينة.

تعود أصول سراديب الموتى إلى أواخر القرن الثامن عشر، وهو الوقت الذي واجهت فيه باريس أزمة صحية عامة حرجة، وكانت مقابر المدينة قد امتلئت، لدرجة أن الجثث أصبحت مكشوفة، و انتشرت الروائح الكريهة التي عانى منها الكثير من الناس الذين كانوا يعيشون بجوار المقابر،  وكانت أشهرها، مقبرة القديسين الأبرياء، وبعد انتشار العدوى و الأمراض، وانهيار سلسلة من جدران الطابق السفلي في عام 1774، أصبح من الواضح أن هناك حاجة إلى حل.

اقرأ ايضا|كنز كنتاكي العظيم .. أغرب الاكتشافات الأثرية فى عام 2023
و كان الحل عن طريق إعادة استخدام محاجر الحجر الجيري المهجورة منذ فترة طويلة، والتي كانت توفر الحجر لاستخدامه في أرقى المباني في باريس خلال مرحلة جعلها مدينة مزدهرة، وتم تحويلها إلى صندوق عظام الموتى، وفي عام 1786، أجاز مجلس الدولة إزالة كافة الرفات البشرية من مقابر المدينة ونقلها إلى الأنفاق تحت الأرض، وكانت عملية نقل العظام سرية واحتفالية.

إذ خلال الليل، كانت العربات المغطاة تنقل الرفات من المقابر إلى منجم مفتوح، ثم تم ترتيب العظام في جدران سراديب الموتى، مما أدى إلى إنشاء جدران من عظام الفخذ والجماجم التي تصطف على طول الممرات.

وتم تكريس سراديب الموتى باسم "صندوق عظام الموتى لبلدية باريس" في 7 أبريل 1786، وأخذت اسم "سراديب الموتى" نسبة إلى سراديب الموتى الرومانية القديمة، التي أذهلت الجمهور منذ اكتشافها.

والمثير خلال هذا الأمر، أنه في البداية، كانت سراديب الموتى حلاً عمليًا لمشكلة ملحة، ولكن مع مرور الوقت، أصبحت موضوعًا للانبهار والفضول، إذ في أوائل القرن التاسع عشر، بدأت سراديب الموتى في جذب الزوار، وأصبحت مكانًا جديدًا للحفلات الموسيقية والمناسبات الخاصة، وبعد المزيد من التجديدات وبناء نقاط الوصول، تم افتتاحها رسميًا للجمهور في عام 1874، واليوم، تتم إدارتها من قبل متاحف باريس وتظل منطقة جذب سياحي شهيرة، وتقدم لمحة فريدة عن ماضي المدينة.