بسم الله

التعليم الحديث

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسى عن التعليم الجامعى واضح وحقيقى . العالم كله يتجه الى التعليم التكنولوجى والإلكترونى والذكاء الاصطناعى، ونحن نتوسع فى التعليم بالكليات النظرية .

وما قاله الرئيس لا يعنى الغاء الكليات النظرية كليا، كما تصور البعض من المغرضين . بل الرئيس وجه نصيحة لأولياء الأمور والطلبة للاتجاه الى دراسات البرمجة والذكاء الاصطناعى لحاجة سوق العمل إليها .

ومن يقرأ المشهد الحقيقى لسوق العمل يجد البطالة تنتشر بين خريجى كليات الحقوق والتجارة والآداب والاعلام .

هذا هو الفهم الصح لنصيحة الرئيس السيسى . أما من يريد الصيد فى الماء العكر فهم أهل الشر والنميمة!.

وفى نفس الوقت لست مع الهوجة التى جرت تحت قبة البرلمان حول التعليم الجامعى . وما طالب به عدد من النواب بإلغاء كليات الآداب وإعادة هيكلة كليات الحقوق والتجارة على مستوى الجامعات الحكومية والخاصة، لا يتفق مع المنطق .

حيث إنه لا غنى للمجتمع عن خريجى هذه الكليات . فمن يستغنى عن المحاسب والمحامى والمدرس والفنان والاديب والناقد والإعلامى وغيرهم من خريجى هذه الكليات . لكن المطلوب ان ندرس سوق العمل جيدا وندرك حجم احتياجاته من تخصصات تساير العصر، ولا تترك على الرصيف خريجا بلا عمل !.

وهو ما يؤكد ضرورة قيام وزارة التعليم العالى والبحث العلمى على وضع استراتيجية شاملة لإعادة هيكلة التخصصات العلمية والادبية فى الكليات الجامعية .

وأن يكون ذلك وفق سوق العمل، وتحديد الوظائف المطلوبة، وان نراعى التطور التكنولوجى فى العالم وعصر الذكاء الاصطناعي. وهو ما يحتاج أيضا الى فهم وادراك الأسرة المصرية لإلحاق ابنائنا وبناتنا بالكليات الى تناسب قدراتهم وميولهم التعليمى، وايضا ما يحقق لهم العمل بالوظائف المتوفرة والمطلوبة فى المستقبل لتطور المجتمع وتقدمه .

يستدعى ذلك ايضا نظرة متطورة لمجالات مدارس التعليم الفنى فى المرحلتين الاعدادية والثانوية . بحيث تؤهل الخريج لسوق العمل، وان ترتبط بالنهضة الصناعية التى تجرى فى المصانع والمزارع الحديثة وشركات التصدير.

دعاء : اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون