«بُنيان مرصوص أمام الأزمات».. مصر والكويت علاقات صلبة على مر التاريخ | تقرير

الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت والرئيس عبد الفتاح السيسي
الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت والرئيس عبد الفتاح السيسي

علاقات قوية زادتها الأزمات الإقليمية صلابة لتصبح مصر والكويت كالبينان المرصوص في وجه كافة التوترات التي تمر بها المنطقة ليعبر البلدان التحديات معًا، وعلى قلب رجلا واحد.

وتأصيلا لتلك العلاقات يزور أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، القاهرة يوم الثلاثاء الموافق 30 أبريل الجاري، في زيارة دولة، تأتي في ظل ما يمر به العالم من تحديات والشرق الأوسط من أزمات أبرزها الحرب على قطاع غزة، وقبل أيام قليلة من انطلاق القمة العربية في البحرين.

وتعد تلك الزيارة هي الأولى مُنذ تولي الشيخ مشعل مقاليد الحكم في ديسمبر الماضي.

ومن المقرر أن يبحث الرئيس عبدالفتاح السيسي وأمير الكويت تطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية والدولية؛ وفي مقدمتها الحرب المستمرة مُنذ أكثر من 7 أشهر على قطاع غزة، وكذلك بحث التحديات التي تمر بها الأمة العربية قبل قمة المنامة.

وتتميز العلاقات المصرية الكويتية بالتنسيق المتكامل في مختلف القضايا الإقليمية، ودائمًا ما نرى مصر والكويت حائط صد في مواجهة الأزمات..

تستعرض «بوابة أخبار اليوم» خلال التقرير الآتي أبرز المواقف التي جسدت قوة العلاقة بين مصر والكويت والتي واجهها البلدان معًا.

 ناصر واستقلال الكويت

عندما استقلت الكويت عام 1961، كان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر من اوائل الزعماء الذين رحبوا بتلك الخطوة.

فأرسل الرئيس جمال عبد الناصر برقية إلى أمير دولة الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح، قال فيها "في هذا اليوم الأغر الذي انبثق فيه فجر جديد في تاريخ الوطن العربي باستقلال الكويت وسيادتها ليسرني أن أبادر بالإعلان عن ابتهاج شعب الجمهورية العربية المتحدة وعظيم اغتباطهم بهذا الحدث التاريخي المجيد الذي اعتزت به نفوس العرب جميعًا".

ومُنذ ذلك التاريخ حددت هذه البرقية مسار العلاقات الاستراتيجية بين مصر والكويت، طوال الحقبة التي تلتها وبناء عليه عارضت مصر حينها تهديدات الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم لضم الكويت، وأصدر الرئيس جمال عبد الناصر بيانًا قال فيه «إن الوحدة لا تتم إلا بالإرادة الشعبية في كل من البلدين وبناء على طلبهما معًا» وقال كلمته الشهيرة "مصر ترفض منطق الضمّ".

وأيدت مصر في جامعة الدول العربية استدعاء الكويت حينها لقوات بريطانية بل وشاركت في القوات العربية التي تجمعت وقتها للدفاع عن الكويت وهو الموقف الذي قدرته دولة الكويت وجاء عرفانها وتقديرها لمصر سريعا بمشاركتها في حرب 67.

كان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل، يتحدث عن مصر ومكانتها في الوطن العربي في الكثير من المحافل الدولة، فكانت دائماً يقول «مصر في القلب».. وسطر التاريخ مواقف من ذهب؛ تؤكد على ذلك.

الكويت ودورها في حرب 67

كان للكويت دور مشهود أبان مواجهة العدوان الثلاثي على مصر في 1967، حيث التقى الرئيس جمال عبدالناصر، بالشيخ صباح الأحمد حينما كان وزيراً للخارجية،  لتأكيد موقف بلاده الداعم لمصر، كما أعلنت الكويت في مؤتمر القمة العربية المنعقد في الخرطوم في أغسطس 1967، عن دعم مصر بمبلغ 55 مليون دينار كويتي.

 

اليرموك الكويتي وحرب أكتوبر

ساندت الكويت مصر في حرب أكتوبر ١٩٧٣، حيث أرسلت لواء اليرموك الكويتي للمحاربة بجانب القوات المسلحة المصرية، وكان لواء اليرموك يمثل جين ذاك ثلث الجيش الكويتي، بمعنى أن الكويت أرسلت ثلث جيشها النظامي وقتها إلى مصر لدعمها في حربها ضد الكيان الإسرائيلي، كما أرسلت ثلثي تسليح الجيش الكويتي إلى مصر.

كما قامت الكويت بحظر النفط عن إسرائيل، وخفّضت تصديره إلى بعض الدول الأخرى الداعمة لها، واستشهد ما يقرب من ٤٠ عسكريًا كويتيًا من لواء اليرموك خلال مشاركتهم في حرب أكتوبر 1973، كما شارك سرب طائرات كويتي في الضربة الجوية في بداية الحرب.