«الذكاء الاصطناعي وتعليم اللغة العربية وتعلمها» بمؤتمر مجمع الخالدين

أ.د.محمد عدنان البخيت (رئيس مجمع اللغة العربية الأردني)
أ.د.محمد عدنان البخيت (رئيس مجمع اللغة العربية الأردني)

واصل مؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة برئاسة أ. د. عبد الوهاب عبدالحافظ (رئيس المجمع) انعقاد جلساته اليوم الإثنين 29 من أبريل 2024م تحت عنوان "اللغة العربية وتحديات العصر: تصورات، واقتراحات، وحلول"؛ حيث ناقش أعضاء المؤتمر فـي جلسته المغلقة المواد المقدمة من معجم لغة الشعر العربي، والمصطلحات المقدمة من لجنة الرياضيات.

وفـي جلسته العلنية التي رأسها وأدارها أ.د.محمد حسن المرسي (عضو المجمع) ألقى أ.د.محمد عدنان البخيت (رئيس مجمع اللغة العربية الأردني) بحثًا بعنوان "الذكاء الاصطناعي وتعليم اللغة العربية وتعلمها"؛ حيث تحدث فيه عن اللغة العربية والذكاء الاصطناعي وما له صلة بـ(حوسبة اللغة العربية)، من خلال عمليات الإدخال والمعالجة والإخراج.

وأشار د.البخيت إلى الجهود العربية المتعثرة التي كانت تحوم حول المعالجة غير العميقة للغة التي ظلّت مدينة للشركات العالمية في هذا المجال –وذلك لأسباب تجارية طبعًا- من خلال التطبيقات المعروفة في مناحي الحياة المختلفة. 

وتوقف د.البخيت عند الترجمة الآلية وكيفية تجاوزها للصعوبات التي أصبحت جزءاً من الماضي في ظل التطور المذهل لبيانات النصوص الإلكترونية المخزنة من خلال تحليل هذه النصوص إحصائياً لاستنتاج الأنماط والقواعد التي تحكم ترتيبها وتركيبها.

 وكذلك مجالات الذكاء الجديد في التعليم على مستوى المدرسة والجامعة سواء في موضوع الترجمة أو البحث العلمي عن طريق الشابكة والتطورات اللاحقة في المناهج المدرسية من خلال رمز (QR) وغيرها من المجالات التي لم نحسن فيها الاستخدام حتى اليوم الذي ما زال فيه التسرع والشكلية سيّدي الموقف.   

وتطرّق البحث إلى الآفاق الواسعة في هذا المجال وأبرز العقبات المتمثلة في مساعدة الذكاء الاصطناعي المعلمين في التخفف من أعباء الأعمال غير التعليمية التي غالبا ما تستنزف قدرًا لا يُستهان به على حساب جوهر العملية التعليمية، وأتمتة معظم المهام العادية، وإتاحة حرية الحركة للمعلم في الوسائل التي يلجأ إليها ضمن ضوابط معروفة، والتعلم التفاعلي. 

ويبقى نقص المحتوى العربي السليم على شبكة الإنترنت، وضعف الموارد المتاحة باللغة العربية في مجال الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي من أبرز عقبات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي.

ودعا البحث إلى بناء استراتيجية عربية موحدة يتعاون فيها القطاعان العام والخاص والجامعات والمجامع، وتشكيل هيئة عربية تُعنى باللغة العربية والذكاء الاصطناعي، لإنشاء حاضنة للبحوث والإنجازات في هذا المجال، تستفيد من تجارب الآخرين، وتواكب هذا العالم الذي يكاد التطور فيه يكون يومياً.

وأشار د.البخيت إلى أن هناك حاجة ماسة لإعادة النظر فيما يتصل بالتعليم عمومًا وباللغة العربية بشكل خاص: قراءة، وكتابة، وفهمًا؛ وفي التدريس وطرقه؛ وفي المعلمين وكفايتهم؛ وفي المنهج وملاءمته لمستويات الطلبة، ومتطلبات العصر، وعلى رأسها الحاسوب والذكاء الاصطناعي، وقيام جهة مركزية مختصة على مستوى العالم العربي والتفرغ الكلي للبحث عن حلول لهذه الداهمة الوافدة علينا جميعًا.