نجيب محفوظ اول أديب عربي ينال جائزة نوبل

 نجيب محفوظ
 نجيب محفوظ

يحظى الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، بمكانة كبيرة في الأوساط السياسية والثقافية، بعد حصوله على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة نوبل في الأدب، وهم ما دفع مركز أبو ظبي للغة العربية، الذي اختار مصر كضيف شرف معرض أبو ظبي للكتاب، أن يكون الكاتب والروائي الكبير وصاحب نوبل نجيب محفوظ شخصية المعرض.

وحصل أمير الرواية العربية نجيب محفوظ على جائزة نوبل عندما كان في السادسة والسبعين من عمره، وكان يتعين عليه السفر للسويد لتسلم الجائزة في العاشر من ديسمبر من ذلك العام لكنه لم يسافر، ورفض السفر للحصول على الجائزة وقضى ليلته حينها بين أصدقائه، وشاهد الحفل في التلفاز كباقى المشاهدين، وأرسل الكاتب الصحفي محمد سلماوي رفقة ابنتيه لتسلم الجائزة وإلقاء كلمة نيابة عنه.

نجيب محفوظ وجائزة نوبل

في الأعوام التي أعقبت حصوله على "نوبل" الآداب، تكرس فوز الأديب المصري نجيب محفوظ بوصفه العربي الوحيد الذي حاز عليها يومًا كان ذلك عام 1988؛ لم يسبقه إلى هذا التقدير المادي والمعنوي أديب يكتب بلغة الضاد، ولم يتبعه بعدها أحد من أدباء المنطقة العربية.

ومع كشف الأسماء الفائزة في مختلف مجالات الجائزة لهذا العام قبل أيام، ومن بينهم في الآداب التنزاني عبد الرزاق جورنا، الذي يكتب بالإنكليزية وتورد وكالات عالمية أن جذورًا عائلية تربطه بشبه الجزيرة العربية، ظل محفوظ وحيدًا على قائمة الفائزين بالآداب من العرب.   

وفيما بدا شرحًا لأسباب الاختيار، أشارت إلى أنه شكل من خلال أعماله الغنية بالفوارق الدقيقة فنًا سرديًا عربيًا ينطبق على البشرية جمعاء، منوهة إلى ما يكتنفها من واقعية وغموض.

وبينما توقفت عند إنجاز محفوظ "الكبير" المتمثّل بكونه كاتب الروايات والقصص القصيرة، رأت في إنتاجه انتعاشًا قويًا للرواية بوصفها نوعًا أدبيًا ولتطوير اللغة الأدبية في الأوساط الثقافية الناطقة باللغة العربية.

وتداركت بالإشارة أيضًا إلى أن النطاق هو أكبر من ذلك، موضحة أن أعمال الأديب الذي ولد في القاهرة عام 1911 "تتحدث إلينا جميعًا".

في ذلك الحين، لفت بيان الأكاديمية السويدية التي كانت قد عكفت على توزيع الجوائز منذ العام 1901 بعد تأسيسها بناء على وصية مخترع الديناميت ألفريد نوبل، إلى أن الجائزة مع فوز محفوظ تُمنح للمرة الأولى إلى مصري، ولأول كاتب تُعد العربية لغته الأم.

وفي حين أشار إلى أن محفوظ، الذي توفي عام 2006 عن ما يقرب الـ95 عامًا، ظل يكتب منذ حوالي خمسين عامًا، وهو الآن في السابعة والسبعين ولا يعرف الكلل، نقل عنه قوله: "إذا تركتني الرغبة في الكتابة، أريد أن يكون هذا اليوم هو الأخير بالنسبة لي".

وبمرور السنوات على بيان الجائزة، ظل محفوظ الذي اعتبر في كلمة أُلقيت عنه في حفل التكريم أن اللغة العربية هي الفائز الحقيقي بالجائزة، العربي الوحيد في إنجازه. 

كما واصل الكتابة حتى سنوات حياته الأخيرة، حين نُشر كتابه "أحلام فترة النقاهة"، الذي يضم مجموعة من القصص، عام 2004.

اقرأ أيضا|حكاية.. «الرواية الملعونة» التي كادت تقتل «نجيب محفوظ»

أعمال وتكريمات
وكانت مجموعة من الأعمال الروائية قد طبعت مسيرة محفوظ، التي لم ترفد أرفُف المكتبات بالكتب فقط، بل قدّمت أيضًا للسينما والتلفزيون جوهرًا فريدًا أُعيد تشكيله ليُبث على الشاشة. 

ويعد من أبرز ما قدم الروائي الذي بدأ الكتابة منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، كل من: خان الخليلي، وزقاق المدق، واللص والكلاب، وأولاد حارتنا، وملحمة الحرافيش، وحديث الصباح والمساء.

وللرجل الذي شغل مناصب إدارية ونشر مقالات أدبية وكتب القصة القصيرة، ثلاثيتان: الأولى وضمت باكورته "عبث الأقدار" سُميت بالثلاثية التاريخية.

أما الثلاثية الثانية، والتي حملت اسم ثلاثية القاهرة، فضمت روائعه: بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية.

ولم يقتصر تكريم محفوظ على جائزة نوبل، فقد حظي بالعديد من التكريمات المحلية والعربية، وصدر طابع يحمل اسمه وأنشئ متحف يجمع كتبه وصوره وبعض مقتنياته. كما أُطلقت جائزتان أدبيتان تحملان اسمه.

اقرأ أيضا|فى أخر أيامه.. أمراض أنهكت «نجيب محفوظ» أبرزهم الصرع رافقه منذ الصغر

وزيرة الثقافة تكشف تفاصيل اختيار نجيب محفوظ ليكون شخصية معرض أبو ظبي الدولي للكتاب..

جدير بالذكر أن الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، قد أعلنت برنامج فعاليات مشاركة مصر كضيف شرف الدورة الـ33، لمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب، المقرر انطلاقه يوم 29 من الشهر الجاري، وتستمر حتى 5 مايو، تحت شعار «هنا.. تُسرد قصص العالم»، ووقع الاختيار على الأديب العالمي نجيب محفوظ ليكون شخصية المعرض لهذه الدورة.

وقالت الدكتورة نيفين الكيلاني إنه على مدار تاريخ معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، كانت مصر حاضرة بكُتَّابِها ومُثقفيها، ودور النشر الحكومية والخاصة، وبكافة إصداراتها تقديرًا لمكانة دولة الإمارات العربية الشقيقة.