كيف يحتفل أبناء قنا بأسبوع الآلام ؟.. عادات خاصة للمسلمين والأقباط

صورة موضوعية
صورة موضوعية

الأحد «الملوحة» والإثنين «العصيدة».. الثلاثاء «الفاقوس» والأربعاء «أربع أيوب».. الخميس «العدس» والجمعة «المفروكة».. السبت «النور» والأحد «الفرفيطة»، والإثنين «شم النسيم».. هذه مسميات أيام احتفالات الربيع عند المسلمين خاصة في القرى والنجوع في قنا، وفيها يلتزمون بتطبيق وجبة كل يوم بما يتناسب بهذا المسمى، والذى يعتبر طقسًا لا يجوز مخالفته بحال من الأحوال، ويعتبرون مخالفته تجلب الحظ السيئ والنحس، بدء من الأحد ولمدة أسبوع، تزامنا مع الاحتفالات بأسبوع الآلام.

منذ عصر الفراعنة، كان ولا يزال يوم الزينة «عيد الربيع»، مدخلًا للبهجة والسرور، يجتمع فيه المصريون جميعًا، مسلمون وأقباط، إيذانا ببدء أعياد الربيع، التي لها طقوسها وعاداتها الخاصة بالمصريين منذ فجر التاريخ.

وفى هذه الأيام مازال المسلمون والمسيحيون يمارسون هذه العادات الفرعونية والمسيحية، حيث يحتفل المسلمون بأعياد الربيع، ويحتفل المسيحيون بعيد القيامة المجيد.

الأحد الذى يسبق الاحتفال بيوم شم النسيم بأسبوع، يخرج الأهالي لشراء «الملوحة» وتجهيزيها ويجتمع الأهل والأقارب في وجبة غذاء تجمع الأسرة على مائدة واحدة، ثم يليه يوم الإثنين الذى يتم فيه خلط الدقيق بالماء فيما يسمى بـ «العصيدة» ويتم إضافة السكر والسمن فيأكل منها الصغار والكبار، ويوم الثلاثاء يتناول الأهل خضار الفاقوس حال وجوده، ويستبدلونه بالخيار في حالة عدم وجوده، بينما يتذكر الجميع صبر سيدنا أيوب على ابتلائه بالمرض يوم الأربعاء، والذى يقوم البعض بالاستحمام بما يسمى بـ«الغبيرة»، وهو نوع من النباتات التي يتم وضع في الماء للاستحمام به.

أما يوم الخميس يأكلون فيه «العدس» ويقومون بتلطيخ كمية منه على الحوائط حتى ينقله الذباب، ويتخلون عن وجبة اللحم الأسبوعية، وتأتي يوم الجمعة الكبيرة أو الفضيلة فيأكلون فيها وجبة معروفة وهى «المفروكة أو المطبق»، وتعتبر المفروكة عبارة عن بعض شطائر الخبز المعجون بالسمن واللبن والتي يتم طهيها على النيران لتصبح وجبة خفيفة ودسمة يحبها الصغار والكبار.

سبت «النور» ويتم خلاله تجهيز البيض الملون بعد سلقه، بألوان مبهجة وعادة ما يستخدم أهالي القرى قشر البصل والبرسيم، فضلًا عن الألوان الصناعية في تلوين البيض، ويلهو الأطفال به في الشوارع، أما يوم الأحد فيسمى «الفرفيطة» وفيه لا بد من ذبح نوع من الطيور أو الدواجن، ثم يأتي يوم شم النسيم فيتم وضع البصل والفول على عتبة المنزل أو أسفل الأبواب قبل الخروج إلى المتنزهات ويتناول الجميع «الفول النابت» بعد طهيه.

أما المسيحيون فلهم مسميات خاصة وإن تقاربت في الأفعال، فيقول الأب لوقا وكيل مطرانية نجع حمادي، إن الأحد الذي يسبق أعياد الربيع بأسبوع يسمى أحد «الزعف أو الشعانين» وفيه يستخدم المسيحيون سعف النخيل «الخوص» في صناعة أشكال هندسية مثل «التاج والخاتم وغيرها» للتعبير عن الفرحة، والذى يواكب احتفال المسيحيون بدخول السيد المسيح لمدينة أورشاليم وحملهم الزعف وأغصان الزيتون.

ويضيف الأب لوقا وكيل مطرانية نجع حمادي: أما الإثنين فهو يسمى بـ«التآمر» وفيه تآمر اليهود على المسيح ، والثلاثاء فيسمى بـ«الإشارة» وفيه أشار «هوذا» في الظلام على المسيح قبل محاولة صلبه، ويأتي يوم الأربعاء وفيه يتذكر الجميع صبر أيوب على الابتلاء، والخميس «العهد» حيث قال المسيح لتلاميذه هذا جسدي وحمل عصير «الكرمة» وقال هذا دمى، وأخذ منهم العهد على الإيمان به، أما الجمعة «العظيمة» التي فيها صلب المسيح، ثم يأتي السبت «النور» والذي ظهر فيه النور من قبر المسيح بعد صلبه، وفيه يذهب المسيحيون إلى كنيسة القيامة في بيت المقدس حيث يحملون الشموع التي يتم إضاءتها بدون أي مواد مشتعلة على حد قوله، ثم يأتي يوم «الأحد» وفيه يحتفل المسيحيون بعيد القيامة وقيام المسيح من قبره، ثم يأتي الاثنين وفيه يتم الاحتفال بشم النسيم ويتناول فيه الجميع وجبة «الملوحة والبصل»، وهو عيد منذ عصر ما قبل المسيح.

اقرأ أيضا|عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية