إن بوكس

شحاتة سلامة يكتب: صلاح الذي لا يـُشبهنا

شحاتة سلامة
شحاتة سلامة

■ بقلم: شحاتة سلامة

لن أختلف كثيرًا مع هؤلاء الذين يرون أن محمد صلاح لم يعد يُشبهنا، لأنه فعلًا لا يُشبهنا، لقد بات أحد أساطير الكرة التى يتغنى بها الملايين حول العالم، حفر اسمه بمجهوده وموهبته، وعقليته، التى لا يملكها فى مصر وربما الوطن العربى بأكمله سوى قليلين للغاية، بين أهم عشرة لاعبين مروا على الدورى الأعظم والأقوى بالعالم، وصار رمزًا لمصر وفخرًا للعرب.

من يهاجمون صلاح، يستهدفون رمزًا مصريًا تاريخيًا، عصى على التصنيف أو الانتماء لفصيل بعينه، من كانوا يهللون لظهوره مُمسكًا المصحف، ويُحافظ على مظهر زوجته المُحجبة، ولا يشرب الخمر، هم الأشد ضراوة فى عداوته الآن، ومن كانوا يعادونه حينما قال «مينتاليتى»، وأحدث أزمة مع اتحاد الكرة، هم الأكثر دفاعًا عنه، والحقيقة أن صلاح لا ينتمى لكلا الفريقين.

محمد الننى، ذهب مع زملائه لمستشفى أطفال بلندن، وقدم لهم هدايا الكريسماس، مثلما فعل صلاح بالضبط، لكن الهجوم على الننى ليس مُجديًا، صلاح هدف أكبر، وسقوطه يعنى الكثير، خصوصًا ونحن مُقبلون على مُنافسات الأمم الأفريقية، ومطلوب تشتيته، وزرع العداء فى نفسه تجاه وطنه وشعبه، وحينما نخسر البطولة سيكون هو الشماعة الأولى، فهو لا يلعب بالمنتخب، الذى تُهاجمه جماهيره، مثلما يلعب لليفربول، الذى يعشقه مُشجعوه.

صلاح، لا ينتظر هجومك ولا ثناءك، لقد صنع المستحيل بنفسه، نموذج لشخص ناجح، شاب فقير من «نجريج»، بات أحد أهم خمس لاعبين بالعالم، طموحه بلا حدود، ولا يغره هدف حققه، يُقدر زوجته «حُب عمره»، حريص على ظهورها ودعمها، يعشق بناته، مُتواضع، بار بأهله وأبناء قريته.

من يحبون صلاح، سيبقون بالملايين، هؤلاء الذين يُحبون النجاح، ويُقدرون الاجتهاد، الباحثون عن القدوة والنموذج، من لا يعرفون التصنيف، ولا يحاسبون بالقطعة ولا الموقف، من يدركون جيدًا أن صلاح أعظم من كل المواقف.