القائمة القصيرة لجائزة البوكر 2023

بول لينش، شتينا مارو، جوناثان إسكوفرى، بول هاردينج، بول موراى، سارة برنشاتين
بول لينش، شتينا مارو، جوناثان إسكوفرى، بول هاردينج، بول موراى، سارة برنشاتين

■ كتبت: بسمة ناجي

أعلنت لجنة تحكيم جائزة البوكر الأدبية لهذا العام عن قائمتها القصيرة. وصلت رواية واحدة لكاتب بريطاني إلى القائمة، وهى رواية "الحارة الغربية" للكاتبة شيتنا مارو، وهيمن كُتاب ذكور لأول مرة منذ ثمانى سنوات بأربعة مراكز من بين عناوين القائمة الستة: "أنشودة النبي" لبول لينش، و"لدغة النحل" لبول موراى، و"هذه جنة أخرى" لبول هاردينج، و"إذا نجوتُ منك" لجوناثان إيسكوفرى. وتكتمل القائمة برواية "دراسة للخضوع " للكاتبة الكندية سارة بيرنشتاين.

تم اختيار المتأهلين الستة للقائمة القصيرة من بين ثلاثة عشر عنوانًا فى القائمة الطويلة، واُختيرت من بين 163 كتابًا نُشر فى الفترة ما بين 1 أكتوبر 2022 و30 سبتمبر 2023. 

وتدور أحداث "الحارة الغربية" حول جوبي البالغة من العمر أحد عشر عامًا والتى يصبح ملعب الإسكواش هو عالمها. تتناول الرواية أثر الصمت الأُسرى فى أعقاب الحزن لوقوع حادث مؤلم، وهى الرواية الأقصر فى القائمة القصيرة، 161 صفحة.

"لدغة النحل" للأيرلندي بول موراى هى كوميديا سوداء تُروى بأصوات متعددة عن عائلة أيرلندية تواجه كارثة وتتناول استحالة معرفة أى شخص على حقيقته، وهى أطول رواية فى القائمة. وصفت لجنة التحكيم رواية موراى الرابعة بأنها مضحكة وحزينة وصادقة، وشخصياتها إنسانية ولها مشاكلها التى لا تُحصى، شخصيات لا تُنسى.

كما ذكرت اللجنة أن "أنشودة النبي" لبول لينش، الأيرلندى أيضًا، رواية محفزة وقاسية ومؤثرة بشكل رهيب وتحذر من هشاشة الأنظمة الديمقراطية وما ينتظرها من خيباتٍ. تدور أحداث الرواية فى دبلن، وهى قصة ديستوبيا عن محاولات إيليش ستارك لحماية عائلتها بينما تنزلق أيرلندا أكثر فأكثر نحو الشمولية تحت حكم نظام استبدادي. 

وتدور أحداث رواية "دراسة للخضوع" العبثية والسوداوية لسارة برنشتاين حول امرأة شابة تسافر إلى بلد شمالى نائى غير مُحدد، حيث تعرض أسلافها للاضطهاد، لتُدير منزل أخيها. رأت لجنة التحكيم فى الرواية تأملًا ساحرًا ومثيرًا حول مهارات النجاة فى مكان برى، بخرافاته، وأهله من القرويين، لكنها حملت أيضًا نقدًا حادًا لشيطنة الغرباء، بشكل حديث ومبهر، جعلها تربط بين الماضى الذى نميل دومًا للاعتقاد بأنه خلفنا وحاضرنا المشحون للغاية.

◄ اقرأ أيضًا | أحمد الزناتى يكتب : على المخطوطات أن تحترق أحيانًا: مراسلات جوجول مع الأصدقاء

بول هاردينج، كاتب أمريكي، فاز بجائزة بوليتزر للرواية عام 2010 عن كتابه "المُصلِحون". وصلت روايته "هذه جنة أخرى" إلى القائمة القصيرة للبوكر هذا العام، وتبدأ أحداثها بوصول واعظٍ حسن النية غير مُرحب به من العالم بأسره، يؤدى إلى نهاياتٍ كارثيٍة. القصة مُستوحاة من وقائع حقيقية لجزيرة تقع قبالة ساحل ولاية ماين، والتى أصبحت واحدة من أولى مجتمعات الدمج العرقى الكامل فى شمال شرق أمريكا بعدما استوطنها الأفارقة المسُتعبدون والمهاجرون الأيرلنديون والشعوب الأمريكية الأصلية. وذكرت لجنة التحكيم: أنه من النادر "قراءة رواية تاريخية تحمل تعاطفًا ومكتوبة بلُغة شعرية فى الوقت ذاته".

"إذا نجوت منك" هى الرواية الأولى لجوناثان إسكوفيري، وهو أمريكي أيضًا. تضم الرواية ثمانى قصص مرتبطة لعائلة تفِر من محاكمات جامايكا فى السبعينيات لبناء حياة جديدة فى أمريكا فتواجه العنصرية والأزمة المالية فى ميامي. وقالت لجنة التحكيم: "الحياة كلها بتفاصيلها متجسدة فى هذه الرواية: هشاشة الوجود، والحلم الأمريكى، والطريق الذى لم يُسلك، الهوية والإمكانيات المفقودة".

ضمت لجنة التحكيم لهذا العام الروائية الكندية التى وصلت مرتين للقائمة القصيرة للجائزة، إيسى إدوجيان، والممثلة أدجوا أندوه والشاعرة مارى جان تشان وأستاذ الأدب جيمس شابيرو والممثل والمؤلف روبرت ويب.

وقالت إيسى إدوجيان، رئيسة لجنة التحكيم: "إن قوة وجودة العمل هى التى أوصلت هؤلاء الكُتاب إلى القائمة القصيرة. شكَّل تنوع الأذواق والتخصصات لأعضاء اللجنة وجهات نظرنا بالطبع، ما جعل كل منا يختار قائمة مختلفة تمامًا عن الآخر. يدل هذا على حيوية المناخ الأدبي، وتنوع التجارب الإنسانية، ولامحدودية الحياة، ويذكرنا بالقدرة الإعجازية التى تتحرك فى داخلنا من أجل التغيير". وعلَّق زميلها الممثل روبرت ويب على حقيقة ظهور عددٍ أكبر من الكتاب الذكور فى القائمة مقارنةً بالسنوات الأخيرة قائلاً: "ركزنا على تقييم العمل ولم يشغلنا ما إذا كان اسم مؤلفه بول".

أضافت إدوجيان: "إن أى نقاش حول أفضل ما فى الأدب العالمى يصبح بالضرورة استفتاءً على ما يمكن للأدب تقديمه وما ينبغى أن يُقدِمه. سألنا أنفسنا ما الذى يجعل الكتاب عظيماً؟ هل النثر الاستثنائى؟ الرؤية الغريبة؟ هل هناك سمات يمكن تحديدها أم أنها لا تُوصف؟ كانت المناقشة لتحديد القائمة القصيرة آسرة فى كثيرٍ من الأحيان، وحميمية أحيانًا، ومشحونة أحيانًا أخرى".

وذكرت اللجنة أن الأعمال التى وصلت للقائمة لا تنقلنا خارج الواقع فحسب، بل خارج اللغة المشتركة فى الحياة اليومية، وأنها روايات ترفض التوصيف السهل، لا تقدِم صوتًا واحدًا، ولا تهيمن عليها رؤيةً واحدة. يجد فيها القارئ أهوالاً وملذاتٍ وأحزاناً وأفراحاً وعزاء، تترك له كلها معًا صورة متعددة الطبقات لحقيقة ما نحياه اليوم. 

وأشار ويب إلى أن التخلى عن كتبٍ معينة كان بالغ الصعوبة، خاصة فى حالة سباستيان بارى، الذى وصل إلى القائمة الطويلة للمرة الخامسة عن روايته "زمن الإله القديم": "أشعر بالأسف الشديد لغياب كتابين عن القائمة، ولكن لا يمكننا تحقيق ما نريده طوال الوقت. إلا أن اللقاءات كانت ودية إلى حد كبير».

وصفت أدجوا أندوه القائمة بأنها "اتسمت بالتنوع الذى يعكس تنوع هُوياتنا كبشرٍ والظروف التى نجد أنفسنا فى مواجهتها". واتفق معها جيمس شابيرو مُعلقًا بأن "بعض روايات القائمة الرائعة تعكس الأوقات الكئيبة التى نعيش فيها. يمكننا دومًا اللجوء إلى كُتب المؤلفين المبدعين لنرى الأزمات التى نواجهها بشكلٍ أعمق".

سيتم الإعلان عن الفائز بالجائزة فى السادس والعشرين من نوفمبر الجارى.

فازت بالجائزة العام الماضي رواية "أقمار معالي ألميدا السبعة" للكاتب السريلانكي شيهان كاروناتيلاكا.