نوبة صحيان

«الرئيس» فى السلوم

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

إذا أردت التهام فطيرة.. فابدأ من أطرافها!!

هكذا يقول خبراء السياسة والأمن والدبلوماسية، أى يمكن إضعاف أى دولة بالضغط على أطرافها الحدودية، ويسمون هذه الطريقة بـ «شد الأطراف» باعتبار أن الأجزاء الحدودية للدول، أضعف حلقاتها لبعدهاعن العواصم.

الأمثلة بالمئات.. ويكفى تذكر ما يحدث ببعض الدول العربية الشقيقة، من السودان لليمن وسوريا والصومال وليبيا، بل وفى الخليج أيضا، كتطبيق عملى واضح لسياسة «شد الأطراف».

وظلت مصر طوال تاريخها الحديث والقديم، كلما أوشكت على الإزدهار، أو الخروج من قمقم الضعف والتخلف.. عُرضه للضغط عليها من الأطراف!!
حدث هذا مع مشروع «محمد على» لجعل مصر قوة إقليمية، مرورا بحلم «جمال عبدالناصر» التنموى، وصولا لمصر السيسى 2014، التى يرتعبون من انطلاقها، كما يخطط وينفذ الرجل بإرادة حديدية، وبسرعة تزعج دول بالإقليم، وقوى خارجية أخرى!

لكن الفارق الكبير بين مشروع السيسى، وعبدالناصر، و»محمد على».. هو عدم وضع العربة أمام الحصان.. بمعنى أن «جمهوريتنا الجديدة» تنظر لأبعد مما نرى جميعا، وتحتاط له قبل أن يقع، ولا تدع للمتآمرين فرصة للاقتراب من «فطيرتنا» وإلا ندم على احتراق أصابعه.

يهتم الرئيس عبدالفتاح السيسى بأطراف حدودنا، تماما كما يهتم بقلب الوادى، إن لم يكن أكثر.. يحلم ويخطط ويستجمع الموارد، ثم ينطلق للتنفيذ.. يعالج ما توقف ويبنى الجديد بمعايير العصر.

أعاد بنجاح المشروعات التى توقفت من عقود وزاد عليها أضعافها.. ولم يشهد تاريخ مصر تقوية لأركان الدولة الحدودية كما يحدث الآن.. أضخم عملية تنمية تتم فى حدودنا الشرقية داخل سيناء.. أكبر مشروعات عملاقة عند حدودنا الغربية.. محطة نووية حديثة، وموانىء، ومزارع وطرق وخدمات ومنشآت سياحية، ونفس الأمر فى محافظات الجنوب.. ولذلك كان الرئيس السيسى فى السلوم.