دائما وأبدا هناك رهان، دائما وأبدا هناك هدف، الماضي حاضر ومستقبل، ما يطرأ على الشخصية المصرية عابر، يدخل خلسة، يتسلل مثل لص في الظلام، لكنه لا يستمر كثيرا، الكبوات تجد دائما الرهان حاضر فتركع، إرادة الشعب هي الرهان الحقيقي.
قبل 49 عاما كان الرهان على أن نعود، نرفع رايات الانتصار ونسترد الأرض والكرامة، كان هناك إرادة شعب ووطن أبي الاستسلام لعجرفة وخرافات الآخر، تم التخطيط بنجاح، ظهر رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فكانت ملحمة العبور التي هزت أرجاء العالم، كان النصر حليفا لإرادة الشعب، كان أبناء مصر المخلصين في القوات المسلحة حديث العالم وكانوا فخرنا وعزنا، تمر الأيام ويبقى الانتصار رمزا ويبقى النصر علامة ويبقى الرهان مستمرا، تمر مصر بالعديد من التغييرات لكن يبقى معدن المصري وصلابته حاضر، الانتصارات ليست فقط ما تتم في أرض المعارك وبالسلاح، هناك انتصارات أخرى، هناك إرادة أخرى وهدف اخر، ان تصنع بلدا وتخرجها من حال الى حال هو انتصار، ان تغير العيشة وتحول الحياة الى حياة تليق بشعب يستحق هو انتصارا، ان تشيد وتنبنى وتجعل حياة الناس أسهل هو انتصار.
عبرنا قبل 49 عاما، فرحنا، وانطلقنا، مرت السنوات وتعثرنا، أشياء تحدث للدول والأمم، لكن العبور لم ينته والفرحة لن تكون حبيسة يوم كرامة مر، طالما هناك إرادة وطن، طالما هناك عقيدة راسخة للرجال، كان الرهان حاضرا وكانت الأحلام تداعبنا، تنبني ونعمر، نعبر وهذه المرة خطوطا كثيرا، سوف نعبر بالناس وللناس، سوف نعبر والعبور مستمرا.
في كل عبور يتم هناك مدد وسند وحقيقة، في العبور الأول كان المدد من الشعب وكان رجال الجيش سند وكانت الحقيقة هي الانتصار، في عبورنا الجديد هناك هدف مغاير لكن التركيبة واحدة، والنتيجة واحدة.
في الماضي كان العدو واضحا وجلى وظاهر، نعرف مكانه وما يضمر لنا وما يخطط من أجله، تعاملنا معه بحسم وبقوة وتصدينا لكل خطواته وألاعيبه، في الماضي لم يكن العدو منا وهو الآن ليس منا أيضا ونعرفه ونعرف خطواته، نعلم مساعيه وهدفه، تغيرت الأساليب وتغيرت المعطيات لكن الهدف واحد، من 49 عاما وحتى الآن هو هدف واحد، إسقاط مصر، أضغاث أحلام تراود من لا يدركون ويعرفون ارادة الوطن ولا يستشعرون غضب الرجال وعقيدتهم، من لايعرفون الوطن ومعناه من يبحثون عن مجد زائف ومصالح شخصية، هؤلاء لا يعرفون مصر ولا رجالها.
في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا هناك دائما قاعدة أساسية، هناك دائما خطة عبور مستمرة، هناك دائما الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، هناك دائما السند الحقيقي الذين يكتبون التاريخ ويغيرونه، في 1973 تغير التاريخ، وفي 2022 يتغير التاريخ وفي 2050 سوف يتغير أكثر وأكثر، إرادة الوطن باقية وعزيمة الرجال المحبين والمخلصين حاضرة، بالأمس كان الانتصار واليوم الإنجاز وغدا الإعجاز يتحقق.
وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو من نسل الرجال الذين عاهدوا وصدقوا، وعد بأنها سوف تكون “قد الدنيا”، لم يكن وعدا انتخابيا ولا دعاية ولا مجرد حلم، كان وعدا نابعا من معرفة ومقدرة وإرادة، كان الرجل يعي أهمية مصر وقدرة شعبها وقدره، كان الرجل يحلم ويخطط ولم يكتف بالحلم والتخطيط، عمل وبدأ في التحدي، تغيرت المعالم رغم الصعاب، تجاوزنا كل الصعاب والهدف واضح ومحدد والعبور مستمر.
فى الماضى والحاضر والمستقبل .. تحيا مصر وسوف تحيا وهى تحيا ، بـ إرادة الوطن والحلم.