بالتأكيد فإن دحض الإرهاب والقضاء عليه سوف يستغرق وقتا ، خاصة إذا علمنا أننا نواجه أكثر من عدو وليس عدوا واحدا رغم الألم الذي يعتصر قلبي كما هو حال كل الغيورين علي مصرنا الحبيبة جراء المذبحة البشعة التي وقعت لأبنائنا من جنود القوات المسلحة الأبطال، فإنني أعتبر أن الجرائم والأعمال الإرهابية التي ترتكب في حق شعب مصر هي أمر طبيعي، وذلك بعدما رأي أعداء مصر أن الدولة بدأت تتحرك وأن هناك مشروعات حقيقية يتم تنفيذها علي أرض الواقع، وأن هناك عملية إعادة اكتشاف لثروات مصر تنبئ بأن مستقبل البلد سيتغير إلي الأفضل، وتؤكد أن من تولي أمر البلاد هم رجال مخلصون لامصلحة لهم إلا إنقاذ البلاد والعباد من طريق اللاعودة الذي كانت مصر مدفوعة إليه دفعا بفعل قوي خارجية وداخلية أرادت أن تجهز عليها وتوجه لها الضربة القاضية. لا شك أن الطريقة التي تمت بها العملية الأخيرة والتي كانت جديدة في شكلها تؤكد أن استخدام تعبير » أننا في حالة حرب »‬  كان بمثابة أدق التعبيرات التي عكست بمنتهي الدقة الحالة التي تعيشها مصر الآن..فالمؤكد أن ما جري قد أعد له بدقة متناهية ليكون بمثابة معركة حربية سريعة نفذها محترفون وهو ما يؤكد أن منفذي العملية لاأقول تدربوا عليها جيدا فقط ولكن أقول أنه ليس من المستبعد أن يكونوا قد نفذوا مثلها أكثر من مرة، وهو الأمر الذي يفرض علي قواتنا المسلحة ورجال الشرطة أن يتوقعوا مثيلاتها في المرحلة المقبلة، فيكونوا أكثر استعدادا للمواجهة بعيدا عن الأساليب التقليدية التي كانوا يتعاملون بها مع العمليات الإرهابية السابقة. أنا علي ثقة  أن قادة قواتنا المسلحة ليسوا في حاجة إلي أن أنبه أنا أوغيري إلي ضرورة أنا يكونوا أكثر استعدادا لمواجهة مثل هذه العمليات الإرهابية التي بدأت تزداد تصعيدا وتطويرا في أساليب التنفيذ حتي أنها أصبحت كما أشرت أقرب إلي العمليات الحربية منها إلي العمليات الإرهابية التي كانت تنفذ من قبل، ويؤكد كلامي هذا ما أعلنه المجلس الأعلي للقوات المسلحة بعد اجتماعه برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي  من أنه تم تكليف لجنة من كبار قادة القوات المسلحة لدراسة ملابسات الأحداث الأخيرة بسيناء واستخلاص الدروس المستفادة التي من شأنها تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بشتي صوره في سائر أنحاء البلاد. أكثر من ذلك فإن ما نشرته »‬ الأخبار »‬ بالأمس عن أن قواتنا المسلحة تقوم الآن بالتعاون مع رجال الشرطة بعملية عسكرية كبري كنتيجة للتوجيهات التي صدرت عن اجتماع المجلس الأعلي للقوات المسلحة والاجتماع المشترك بين قيادات الجيش والشرطة لدليل علي أن رجال الجيش والشرطة لن ينتظروا حدوث عملية جديدة ولن يتحركوا بعد الآن ليكونوا رد فعل بل إنهم سيبادرون بالعمليات التي تضمن ألا يتكرر مثل هذا النوع من العمليات. من المؤكد أن الأمر ليس بالسهولة التي قد يتصورها البعض، وبالتأكيد فإن دحض الإرهاب والقضاء عليه سوف يستغرق وقتا ، خاصة إذا علمنا أننا نواجه أكثر من عدو وليس عدوا واحدا، كلهم يحزنهم أن يروا مصر تتحرك للأمام بعد أن تصوروا وتوهموا أنها قد بدأت تترنح، وهو الأمر الذي يفرض علي القوي السياسية ووسائل الإعلام المختلفة أن تكون أكثر وعيا في تناولها لمثل هذه الأحداث بدلا من أساليب »‬الولولة »‬ التي أصبحت تعقب كل عملية واستسهال توجيه الاتهام للجيش والشرطة بالتقصير..علينا أن نفهم أننا نواجه أعداء غادرين سخروا كل امكانياتهم وقوتهم وأجهزة مخابراتهم من أجل زعزعة الاستقرار في البلاد وزعزعة ثقة الشعب في قادته ورجال قواته المسلحة بعدما رأوا تكاتف الشعب حول من تولوا أمور البلاد. ما تمر به مصر الآن هو بمثابة سحابة سوداء قاتمة السواد تتطلب أن تتكاتف كل القوي وتتحد من أجل أن تتجاوز البلاد تسونامي الإرهاب الأسود الذي أثق أنه سوف يزول بأمر الله وستظل مصر محروسة ومحفوظة من كيد الكائدين وتربص المتربصين.