من ينكر عقلية أينشتين الفذة؟! ...هذا الرجل الذي يعد أحد أكبر علماء الرياضيات، وصاحب نظرية النسبية يقول في بحث مهم: (العالم مثل كتاب، أخذ رجل في قراءته، وتبين له التناسق الفكري للكتاب، فشعر أن وراء هذا الكتاب مؤلفا عبقريا، كذلك الكون، نشعر أن وراء نظامه شيئا عبقريا لا تدركه عقولنا، هذا الشئ هو الله). ...ويتفق معه عالم الرياضيات والفلك الإنجليزي جيمس جينز فيقول: (الرياضيات تفسر تصرفات الحوادث التي تقع في الكون، ومن أجل ذلك لا بد أن نبحث عن عقل رياضي يتقن لغة الرياضة يحرك هذا الكون، هذا العقل الرياضي الذي نلمس آثاره في الكون هو الله).    ..يا ملحد لاحظ: أينشتين وجينز اللذان يقولان هذا الكلام ليسا مسلمين.. كما أنهما لم يتأثرا بثقافة الشرق ولا العرب.. بل هما من أهم علماء الرياضيات التي تعتمد علي المنطق.. استدلا علي وجود الله بدون نصوص توراتية أو إنجيلية أو قرآنية.. ورغم أن الملحدين احتفوا بنظرياتهما الرياضية والعلمية لكنهم أنكروا اعترافهما بوجود الله. ...وبالمنهج الرياضي: بما إن أهل الرياضيات اقتنعوا بوجود الله من خلال المنطق.. وبما إن أهل الدين اقتنعوا بوجود الله من خلال الروح.. وبما إن الله أعلن عن وجوده.. وذكر أدلة تؤكد ذلك.. إذن ألحد الملحدون لغياب المنطق والروح والأدلة.. وعلينا إن اخلصنا لله أن نعالج هذا الخلل. ...لكن كيف؟! أولاً ألا نترك نحن المشكلة أو نهون من حجمها.. لكن ما المقصود ب »نحن»‬؟!. المقصود الدولة والمؤمنون. ...الحاكم لا بد أن يخلص لله.. لأنه يحكم دولة مؤمنة تقدس الألوهية.. والمدهش أننا لم نسمع عن تحرك رسمي للتعامل مع النبرة الملحدة.. لا أطالب بالذبح أو الاعتقال أو أي إجراء قمعي.. لكن أطالب بتحرك يواجه ضياع حق الله في الاعتراف بوجوده.. الدولة مطالبة من خلال مؤسساتها بمعالجة الموضوع ــ الأزهر الشريف ــ الإعلام والإذاعة والتليفزيون ــ مؤسسة التعليم سواء الجامعي أو ما قبل الجامعي ــ ثم مع ذلك يأتي دور المؤمن.. فعلي كل مؤمن أن يدافع عن الإله الذي يعبده ــ الواحد الأحد ــ وليس بالصدام والشجار.. لأن ذلك يزيد الفجوة بين الملحد ومجتمعه.. لكن بإعداد النفس أولاً.. فابحث عن أدلة وجود الله.. وافهمها وبلغها لغيرك.. فيشيع في المجتمع فهم الأدلة واستيعابها.. وعليك أن تسمع لغيرك.. وتفهم عنه بسماحة الإيمان.. لأن الخطأ الشائع بين المتكلمين أن يتشبث كل متكلم برأيه.. ويتحول البحث عن الحقيقة إلي صدام. للحديث بقية.