نعيش حاليا في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وهي من أفضل الأيام ففيها ليلة خير من الف شهر وهي ليلة القدر،هذه الايام المباركة تتطلب منا أن نقف مع أنفسنا لتهذيبها وتنقيتها من الشوائب والذنوب وارتكاب الاخطاء، فالصوم ليس فقط الانقطاع عن الطعام أو القيام والصلاة، فهناك أشياء لا تقل أهمية عن ذلك وقد تكون أكبر عند الله، فنأمل من أي مسئول أن يقف ويدرس اداء الجهة التي يشرف عليها ويضع الحلول المناسبة ويستعين بأهل الخبرة والمشورة في وضع الخطط لكافة المشكلات كي تقدم خدمات تليق بمصر وشعبها، كما نأمل من الفاسدين التذكر بأن اليوم الحياة وكلام وغدا موت وحساب وصمت ويجب أن يحول ما ارتكبه من فساد إلي برنامج عمل لتطوير القطاعات التي ساهم في افسادها، وأن يكون أداة للبناء والتقدم وليس اداة للهدم وسقوط المجتمعات.
إن السماحة والصفح والعفو يجب أن تكون سمات مهمة في هذه المرحلة لنصل إلي مرحلة تقويم الاعوجاج الذي حدث في مجتمعاتنا فالصغير لا يحترم الكبير، والابن لا يبر والديه بل يصل لمرحلة العقوق وهذه جرائم كبري تؤكد أن هناك تراجعا في الاخلاقيات بين افراد المجتمع فالوقفة مع النفس قد تغير أشياء كثيرة في هذا التوقيت قبل الوصول لمرحلة فوات الاوان ويكون الندم هو السمة الكبري، فلا يغتر الانسان أو يتكبر بذاته فهو اضعف مما يتخليه أحد ومن أراد معرفة ذلك فليزر أقرب مستشفي أو مقبرة ليري ويتذكر من كانوا يتحدثون بالأمس وهم تحت التراب أو يتلقون العلاج الان.