القراءة الفاحصة لجريمة الإرهاب الجبانة التي وقعت علي طريق رفح مؤخرا، وما سبقها وما تبعها من جرائم في سيناء وغيرها من المحافظات، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأننا في مواجهة عنيفة وحرب شرسة وممتدة، مع جماعات الإرهاب والظلام والتكفير، الساعية للدمار والقتل والتخريب، دون رادع ديني أو أخلاقي. والمتأمل لما يجري يدرك أن الهدف الرئيسي وراء الجرائم والعمليات الإرهابية التي طفحت علي السطح خلال الأيام الأخيرة، هو اشاعة أكبر قدر من الترويع والقلق والاحساس بعدم الاستقرار في البلاد، ونشر مشاعر الاحباط لدي المواطنين، في محاولة مستميتة من قوي الشر والظلام، لإعاقة المسيرة المصرية التي انطلقت للوفاء بتطلعات وطموحات المواطنين في غد أفضل. ومن الواضح ان فلول الجماعة الإرهابية يسعون الآن بكل الطرق الخسيسة لنشر أكبر قدر من الدمار والخراب وسفك الدماء، انتقاما من الشعب لرفضه الخضوع لحكمهم الفاشل واصراره علي الخلاص منهم وانقاذ مصر من تسلطهم. وعلينا ان ندرك ان هذه الحرب الشرسة التي تدور رحاها في سيناء وبقية المحافظات، ضد فلول الإرهاب وعصبته وجماعاته، هي حرب طويلة وقاسية تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة، وأجهزة الأمن والشرطة، ضد الجماعات الظلامية الإرهابية المنضوية تحت جناح الجماعة،...، دفاعا عن كل مواطن مصري وعن كل أسرة مصرية، ودفاعا عن أمن وسلامة الوطن كله. وفي ظل ذلك، يتحتم علينا الادراك الواعي بأن الحرب علي الإرهاب التي نخوضها الآن، هي حرب ممتدة وغالية الثمن، وأي تصور يخالف ذلك غير صحيح بالمرة، بل هو تصور خاطيء جملة وتفصيلا. ولابد أن نؤمن بأن الخيار الوحيد المتاح أمامنا هو خوض الحرب التي فرضت علينا، والاستمرار فيها بكل القوة والعزم، وبكل الحذر والانتباه واليقظة أيضا، طالبين الدعم والنصر والمساندة من الله سبحانه وتعالي، من أجل مصر وشعبها الصابر علي المكاره والساعي للخير والصلاح. »سلم الله مصر ورحم شهداءها الأبرار»‬