الرجل الذي باع كرامته بأكلة شهية سوف يعرف ان لا شيء في هذه الدنيا يعيد للانسان كرامته

أحداث جسام تخلق وراءها اشلاء نفوس خربة، كنا نظنهم من الاخيار، أما الاسوأ فإنهم كانوا يظنون ان سترهم لن ينكشف ابدا للعامة من الناس قبل الخاصة، وانهم اليوم لفي أمر مختلف، سقطت عنهم أوراق الشجر التي اخفت عوراتهم طويلا، حتي نحن، خدعونا الي حد بعيد، لم نكن نتصورهم ابدا علي هذه الحال من الضلال وحب المال والسعي الي السلطة مهما كانت هشة لا طائل منها، وتفرقوا في أماكن عديدة يبتغون الفتنة والايقاع بخلق الله، واشاعة العداوة والبغضاء بينهم حتي يتمكنوا اكثر، ويظل لهم النهي والامر والكلمة الاخيرة. اليوم بدوا كيوم ولدتهم أمهاتهم عراة، يراهم الناظر من كل مكان علي حقيقتهم، الفشلة يودون لو انشقت الارض وابتلعتهم وهم يسمعون علي الملأ كلمة الحق تقول لهم، ايها العجزة ارحلوا عنا، اتركوا اماكنكم التي فرطتم في رسالتها، وألهتكم العصبية العمياء واموال اقترفتموها عن القيام بحقها وعهدها، ها أنتم أولاء قد انكشفتم وعزكم ما أنتم فيه من ثراء ونعمة وطيب العيش واسراف وبذخ ومكاتب فارهة يصرف عليها بالملايين، عن ان تقولوا كلمة الحق وتقوموا لها، بل أنتم مع الباطل وعن الباطل تتكلمون ومازلتهم له تحرسون.
< < <
الشيخ جاد الحق، كان رجلا بسيطا، ليس سيدا في قومه ولا مختالا بحاله ولا فخورا بجاه، يسكن شقة متواضعة بالايجار من غرفتين بقي فيها حتي وافته المنية، لا  يزال التاريخ يذكر له مواقفه الجليلة من الباطل وأهله والمفسدين في الارض ومن يحمونهم، كان قد اشتكاه اصناف كثيرة من أهل الضلال لرئيس الدولة ليطلق لهم العنان في بعض الشيء من الانحلال الذي نري منه الان وقد غزا كل بيت تحت شعار "الدراما هي اسرع وسائل الافساد"، وحين ابتعث رئيس الدولة احد مساعديه لينبه الشيخ الجليل، ما كان منه الا أنقال كلمة تدوي في سمع الزمان. لكم رأيكم وما ترون وللازهر رأيه وما يري، ابي الشيخ الوقور الا ان يحفظ عهده، ويقف في وجه الفساد حتي ولو كلفه ذلك ان يستقيل من منصبه.
< < <
سوف يتساقط اللصوص والخونة والفسدة في الايام القليلة القادمة بإذن الله تعالي وان الرجل الذي باع كرامته بأكلة شهية سوف يعرف ان لا شيء في هذه الدنيا يعيد للانسان كرامته، اذا هو باعها بنفسه بغية سلطة أو مال ولسوف يري الخدم الاذلة الذين سعوا في الارض فسادا وقعدوا كل مرصد ارضاء لسيدهم وشريكهم في الغنائم المسلوبة سوف يرون مصيرهم لانهم لم يتعظوا من مصائر من قبلهم من اللصوص والفسدة.
لست أدري لماذا يصر بعض المسئولين علي أن يتقمصوا شخصية الكاتب، فنراهم ينتشرون ما بين الصحف ويمكن أن نجد لأحدهم أكثر من مقال في أكثر من صحيفة في يوم واحد ومن العجيب أن هؤلاء لم يكن يسهموا ولو بمقال في كل شهر أو في كل عام قبل أن يتقلدوا مناصبهم ولكن سآخذها من الجانب الإيجابي أن الكتابة شرف كبير يدعيه من هم في أرفع المناصب، ومع ذلك فإنه من الأجدي لهؤلاء أن يطبقوا ما يكتب باسمهم ويحاولوا أن يتجنبوا ما ينهون عنه، وأوصيهم ونفسي بتدبر الآية الكريمة (يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).