نعم نحن في حاجة للدفع بالشباب إلي مواقع الصدارة وتولي المسئولية ولكن ذلك يجب ألا يصبح هدفاً في حد ذاته لان الامر قد يتحول إلي صورةشكلية وجمالية بلا أي معني أو مضمون أو نتائج. لست اعرف الفلسفة التي تتحدث عن تعيين مساعدين للمحافظين أو نواب للوزراء دون سن الاربعين. كيف سيتم ذلك دون أي خبرة أو اعداد مسبق أو حتي دراية بأصول ومهارات العمل الاداري والفني؟! ثم كيف سنضمن تواصل الاجيال إذا فوجئنا مثلا بان مساعدالمحافظ أو نائبه لم يتخط سن ٤٠ عاما أي أن خبرته ربمالا تزيد علي ١٠ سنوات علي حين يكون لديه مرءوسون تخطوا سن ٥٠ أو ٥٥ عاماً. هل يمكن تعيين شاب لم يصل لدرجة رئيس قسم إلي نائب يرأس عشرات من مدراء العموم أو حتي وكلاء الوزارات!! لقد كان وعد الرئيس عبدالفتاح السيسي بتمكين الشباب دعوة لبعث النشاط والحيوية في الجهاز الاداري للدولة ولم يكن مجرد دعوة تتم بلا تخطيط أو دراسة متأنية تستغرق عدة سنوات. اعتقد أن تمكين الشباب الحقيقي يبدأ باعادة النظر في كل التشريعات والقوانين والقرارات المكبلة للترقية وان توضع معايير حقيقية للكفاءة والمقدرة وحتي لا تصبح العملية مجرد محاولة شكلية تضفي مزيدا من الجمال "حتي تطلع الصورة حلوة" تمكين الشباب من التقدم الوظيفي لا يكون بتعيين نواب ومساعدين كمجرد ديكور لاحاجة له وربما يصبح احد معوقات العمل الاداري. اثق ثقة عمياء في قدرة رئيس الوزراء المهندس محلب واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية ومعها مجموعة من اساتذة الجامعات وخبراء الادارة وبعض الحكماء الذين مروا بتجربة القيادة سواء من الوزراء أو المحافظين وذلك لوضع نظام خاص لاختيار الكفاءات وعلي مدي زمني قد يستغرق عدة سنوات. أرجوكم لا تحولوا الاهداف النبيلة من تمكين الشباب إلي مجرد مسميات لاننا نريد فكرا وعقليات شابة ولانريد مجرد "كي جي ون".. وكي جي تو وزراء أو محافظين.