ما بين نار ارتفاع درجات حرارة العالم.. ونار الإرهاب الذى يضرب أغلب بلدانه.. انعقدت قمة المناخ.. وسط قلق أغلب الشعوب المتضررة مما يعصف بها من خطر محيط يهدد كل الأجيال.. وكان التساؤل هل ينجح العالم مرة واحدة فى الاتفاق على إنقاذ كوكب الأرض.. أم تظل أنانية الدول الكبار وجشعهم وتهربهم من جرائمهم ضد الكوكب وسكانه وإصرارهم على اقتناص كل غنائم الفرص المُحرمة؟.. والإفلات من تحمل المسئولية عما حدث، فهذه الدول من ناحية تساهم فى زرع الإرهاب، تماما كما تتسبب فى ظاهرة الاحتباس الحرارى الذى يهدد الكون والبشر!
من هنا كان مؤتمر التغير المناخى الذى انطلقت أعماله فى العاصمة الفرنسية باريس بحضور ومشاركة 150 رئيس دولة وحكومة ووفود 195 دولة بهدف المواجهة والتى عبر عنها الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند فى كلمته أمام المؤتمر بقوله :∪ لا يمكننى أن أفصل بين محاربة الإرهاب ومكافحة التغير المناخى فهما أكبر تحدين يواجهاننا، وعلينا أن نترك لأطفالنا ليس عالما محررا من الإرهاب فحسب، بل وكرة أرضية محمية من الكوارث أيضا∪.
أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون فقد دعا زعماء العالم إلى تسريع تحركهم للحيلولة دون زيادة خطيرة فى درجة حرارة الأرض، والتصدى للتغير المناخى، وأن تتحمل الدول المتقدمة العبء الأساسى بصفتها المسئولة عن هذه الظاهرة.
الكلمة الثالثة فى هذه القمة العالمية كانت من نصيب الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى الذى عبر عن حجم وقوة التحديات التى تعانيها الدول الأفريقية جراء التغيرات المناخية، فأفريقيا هى الأكثر تأثرا بتلك التغيرات رغم كونها الأقل إسهاما فى الانبعاثات الضارة بالبيئة.. عبر عنها − بصفته قد شرف برئاسة لجنة القادة الأفارقة حول تغير المناخ ، ومن أجل حرصه على دعم رغبة أفريقيا فى التوفيق ما بين حقها فى تحقيق التنمية المستدامة ورغبتها قى مكافحة ظاهرة الاحتباس الحرارى، فقد تبنى عرض المبادرتين الأفريقيتين للتنمية والبيئة حول الطاقة المتجددة فى أفريقيا، وكذا مبادرة التكيف، وتتضمن المبادرة الأولى الآليات اللازمة للنهوض الفعلى بالقدرات التصنيعية والتكنولوجية، وحصول الدول الأكثر احتياجا فى القارة على الطاقة، وبحيث توفر المبادرة خيارات جاذبة للدول المتقدمة والقطاع الخاص العالمى للاستثمار فى تطوير الطاقة المتجددة، وبما يتيح إطلاق الإمكانات الهائلة التى تتمتع بها هذه الدول لانتاج الطاقة المتجددة وتشجيعها على تبنى سياسات صديقة للبيئة، من خلال مساهمة المجتمع الدولى ودعمها بالتمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات البشرية والمؤسسية.
>> مسك الكلام..
غادر القادة والرؤساء باريس.. وبقى 12 يوما لأكبر عدد من الخبراء والوزراء من أنحاء العالم.. يتفاوضون.. ويتقاتلون.. ونأمل فى النهاية أن يتفقوا على إنقاذ العالم المنكوب حتى لا ترتفع درجة حرارة العالم 2 درجة فقط !