كان السادات رحمه الله في بداية الثورة هو المسئول عن الجريدة التي خرجت للوجود لتصبح لسان حال العهد الجديد «الجمهورية» وكان لقب السادات القائم مقام.. ومن خلال وجوده في الجمهورية نشأت بين السادات وكل كتاب الجريدة صداقات وعداوات.. وقد غضب السادات بشدة علي السعدني الكبير عندما تناول فريد الاطرش وسخر منه وغضب الدروز في لبنان واستدعي السادات السعدني وعنفه علي هذا الكلام المكتوب في حق فريد الاطرش وقال له السادات: انت عربجي ولا صحفي ياوله.. فضحك السعدني وقال للسادات: مافيش فرق ياأفندم.. فكتم السادات غيظه الممزوج بابتسامة حاول ان يحبسها داخله.. واستجمع كل قوته ليقول.: انت مرفوت ياوله.. فرد السعدني قائلا.. طيب.. سلامو عليكم وغادر مكتب السادات.. ولكن الصاغ فوزي عبدالحافظ لحق بالسعدني وطيب خاطره.. وقال سيادة القائم مقام عاوزك.. وعاد عبدالحافظ مع السعدني لمكتب السادات.. فقال له السادات.. انت موقوف ياوله.. فرد السعدني.. أنا موقوف.. ولا مرفوت ياأفندم فرد السادات.. مافيش فرق ياوله وغادر السعدني المكتب والجمهورية ولم يعد يكتب حرفا فيها بعد هذه المقابلة.. حتي جاء يوم وطلب السادات من كامل فيه الشناوي ان يشرف علي تطوير الجمهورية.. ولكن كامل بيه رسم علامات الحزن علي وجهه.. فاندهش السادات وسأل.. ايه ياكامل انت مش عاوز ولا ايه.. فنفي الشناوي قائلا.. ابدا ياأفندم.. بس أصل كانا فيه ولد كنت أتمني لو اعتمدت عليه في التطوير ده فقال السادات ابعت هاته وح أعينه علي الفور.. فقال كامل الشناوي والاسي علي وجهه.. الله يرحمه.. اصله مات.. ويسأل السادات والولد ده كان اسمه ايه.. فيقول كامل الشناوي والحيوية تملأ وجهه.. اسمه محمود السعدني.. فيضحك السادات ضحكته المجلجلة وهو يقول: يخرب عقلك الواد ده موجود.. ويقول الشناوي.. ولما هو موجود مش بيكتب ليه.. فيقول السادات الواد السعدني ده.. لسانه طويل.. عاوز قطعه.. بس انت ممكن تعتمد عليه ابعت هاته.. وانت المسئول عن كل حرف يكتبه.. ثم عاد السادات ليضحك من اعماق القلب.. وهو يقول.. الا مات.. دي!! ولان العم كامل الشناوي هو نفسه بقفشاته وضحكاته وطريقته في الكلام مع الكبير والصغير والفقير والغني والحاكم والمحكوم.. فقد التقي عبدالناصر ذات مرة وكان الكلام حول اشياء رصدها العم كامل بعيدة عن مجاله الحيوي وهو السخرية.. فأذعن لكل اسئلة الزعيم ناصر واجاب عنها بكل جدية ولكنه شعر ان هذه الحالة ينبغي له ان يكسرها.. وانتهز لحظة صمت فبدأ هو بالسؤال.. وقال للزعيم الخالد.. انت سيادتك عارف اننا قرايب.. وهنا بدت الدهشة علي وجه ناصر وسأله.. قرايب ازاي.. فقال العم كامل سيادتك عندك السكر البرونزي.. وانا كمان عندي السكر البرونزي.. وضحك كامل الشناوي من اعماق قلبه ولكن ناصر لم يبتسم علي الاطلاق.. ولم يسع الي لقاء كامل الشناوي مرة أخري.. ولذلك فإن السعدني تعلم من هذا اللقاء درسا بليغا.. فعندما قابل الرئيس عبدالناصر بعد ذلك بسنوات عندما حقق السعدني شهرة طيبة من خلال مسلسلات الاذاعة «الجدعان» و«الولد الشقي» و«بنت مدارس» ومسلسله التليفزيوني «الأفريكي» بالاضافة علي عشرات الكتب التي صدرت له.. قابله الزعيم الخالد وعلي وجه ناصر ارتسمت ابتسامة عريضة جدا.. بينما قام السعدني بلجم لسانه وايضا شفتاه..
وللحديث بقية