لا أعرف أيهما أكثر جمالا : هي ام أبوها ؟..هل أكتب عن الشاعرة الجزائرية »لميس سعيدي«، ام أكتب عن أبيها د. «محمد سعيدي« المثقف والكاتب والسياسي(أستاذ الأدب الروسي بالجامعة الجزائرية، ورئيس تحرير أكبر جريدة عربية بالجزائر «الشعب«، عضو اللجنة المركزية لحزب التحرير، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية 1992) المثقف العربي الذي عمل في حزب حاكم ولم يتلوث (كما كان يردد، ويردد عارفوه) ام أكتب عن الجد الكبير الذي أوصي ابنه (اذا أستشهدت، فلا تلتفت وراءك، وأكمل دراستك..اليوم الذي تتوقف فيه عن الدراسة، فأنك ميت). ‎للشاعرة المصرية «فاطمة قنديل» كل الشكر، لها فضل النافذة ،ما أن أطللت، حتي كانت تلك العائلة الجزائرية الرائعة، بكل هذا الصفاء في الروح، والرغبة في المعرفة، والعشق للحرية.. ‎في كل مرة كان يفيق فيها من غيبوبته (في مستشفي الأورام في باريس ) كان يشكر الله علي أجمل هباته (الحياة، والجزائر).. وحين رحل قبل عام (عن ثمانين عاما) أعلن المذيع الجزائري:(بعد صراع طويل مع المرض، ألزمه الفراش لسنوات، رحل الدكتور محمد سعيدي..) قالت لميس ابنته : هذا الخبر غير صحيح، فلم يكن أبوها يوما في صراع مع المرض ( كان صراعه مع الجهل، والتخلف، والأستبداد، أما المرض فقد كان رفيقه، لعبا علي مدار 4 سنوات جولة شطرنج طويلة، انتهت دون أن يخسرأحدهما) ‎ «لميس سعيدي» مهندسة الكترونيات، ولها ديوانان (نسيت حقيبتي ككل مرة) و(الي السينما) ولعل ديوانها الثالث هو (مرثيتها الطويلة) لأبيها، الأدق (قصيدتها الطويلة) فهي أيضا كأبيها لا تحب الكآبة، وهي أيضا كأبيها، تحب الوسامة والأناقة ( تلك التي ورطتها كثيرا في محبة رجال تافهين) تكتب لميس قصيدة حب طويلة لأبيها، هوالذي كتب بدوره، قصيدة حب طويلة للحياة والحرية والجزائر، في كتابه المهم (من الاستقلال الي الحرية).