بين الحين والآخر نري أناسا يهاجمون الأزهر والأوقاف والإفتاء ويريدون إلغاء المؤسسة الدينية ويتهمونها بالإرهاب ونري آخرين يهاجمون التراث الإسلامي ورموزه ولقد بات واضحاً من سياق هذه الحملات وتتابعها وتنوعها أن الأمر لا يتعلق بنقد بناء أو جهود إصلاح بل هي محاولات لهدم تراث الأمة وتاريخها وقيمها ومبادئها من خلال قنوات ووسائل إعلامية معينة تخصصت في هدم التراث بوسائل خبيثة ، وليس الأزهر إلا الرمز الذي توجه إليه معاول الهدم توصلا إلي التراث ذاته حتي تولد في قناعات العامة أن المقصود هو الإسلام ، الأمر الذي يشكل خطرا علي الأمن الداخلي واستقرار الوطن.. إن الأزهر الشريف كله علي قلب رجل واحد، وجميع أساتذته وعلمائه يقفون صفًّا واحدًا خلف الأزهر وشيخه وهيئة كبار علمائه المخلصين؛ حتي يُؤدِّيَ رسالتَه في بيان الوجه الصحيح للإسلام الحنيف، ويَتمكَّنَ من صَدِّ الهجمات المغرضة من بعض الإعلاميِّين والحاقِدِين علي هذه المؤسسة الدينية العريقة التي تنتهج الوسطية منذ ما يزيد علي الألف عام في كل أنحاء الدنيا بصفوة علمائها الذين اضاءا الدنيا بفيض علمهم ووسطيتهم وعميق إخلاصهم.. إن مكانة الأزهر الشريف وإمامه الأكبر وشيوخه وعلماءه ضاربة بجذورها في أعماق الشخصية الإسلامية في العالم كله وليس المصرية فحسب، ومن ثم فإن محاولات النيل منه ومن رموزه في وسائل الإعلام هو اعتداء سافر علي كل مصري وكل مسلم في أعماقه وضميره وتاريخه وثقافته وخلقه ودينه في شتي بقاع المعمورة.. إن مواقف الإمام الأكبر الوطنية والعلمية وقيادته مشهورة ومشهودة للكافة وليست في حاجة إلي مزيد من البيان، ومن ثم فإن المزايدة عليها تدليس وتلفيق وبهتان يأباه الضمير الاخلاقي والديني والإعلامي.