لم يكن الأزهر بالنسبة لي إلا محرابا للعلم والأخلاق فنحن اغترفنا من منهله وتعلمنا قدسية القرآن وسماحة الإسلام باتباع سنة نبيه، واليوم ازداد فخرا بانتسابي إليه عندما سمعت حديث شيخ الأزهر أمام البرلمان الألماني، عندما قال إن يدي الممدودة إليكم هي يد تؤمن بالسلام الاجتماعي وما آمنت بذلك إلا عندما شربت من منبع الإسلام وسماحة خلق رسوله، وانحنيت إليه عندما قال لهم إن الديمقراطية والمساواة بين البشر التي تتبعونها فما هي إلا جزء أساسي من الإسلام وقد ضرب الرسول الكريم في ذلك أروع الأمثلة بقوله المشهور (الناس سواسية كأسنان المشط) وتذكرت قوله ﷺ عندما ذهب إليه بلال شاكيا أحد الصحابة لأنه عيره بأمه وقال له يا ابن السوداء فقال له الرسول أعيرته بأمه إنك أمرؤ فيك جاهلية واستحضاره لقول سيدنا عمر متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، ويضرب رسولنا الكريم أروع الأمثله للصحابة في تعاملهم مع أصحاب الديانات الأخري عندما أرادوا الهجرة قاصدين الحبشة فقال لهم إن فيها ملكا لا تضيع عنده الودائع، وفي دعوة الإمام لأبنائه المسلمين الذين عاشوا علي أرض غير ديارهم: عليكم أن تضعوا بين أعينكم قوله تعالي (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) وتمسك الإمام بالبر والإقساط أساس العقيدة الإسلامية وقال من يخرج علي ذلك فلا داعي أن يتهم الإسلام وباقي المسلمين بالإرهاب وإلا اتهمت كل الأديان بمن خرجوا علي تعليماتها.
وأنهي حديثي بما قاله شيخ الأزهر للغرب إذا كنا ننتظر تقارب الحضارت والديمقراطية التي ننشدها فيكم رغم أنها من أساسيات ديننا، وما تركانها إلا بالبعد عن الدين وعدم فهم نصوصه، إلا أننا نناشد فيكم العدل التي زينتم به جدرانكم ألا تكيلوا بمكيالين عندما تتعاملون مع قضايا الغير، وكفاكم أنكم أبحتم الدماء وتشريد البشر بترك أراضيه، لأن ما أذقتم به الغير ستشربون يوما منه عندما تزداد الأحقاد بين الشعوب.