إذا سألني سائل: ما هو الخطر الرئيسي الذي يواجه المسلمين الآن؟
طبعا سيرد علي ذهني الكثير، التخلف، الاعتصام بمراحل زمنية ورفض تجاوزها في عالم القانون الأساسي فيه هو التغيير. قانون الوجود، «وتري الجبال تحسبها جامدة، وهي تمر مر السحاب» رفض الآخر، القتل، السبي باسم الدين، لكنني سأجيب علي الفور «الحروب المذهبية..».
ولذلك أقول إن أي مسلم في هذه اللحظة يؤجج الخلاف بين المذاهب الإسلامية المختلفة، خاصة بين السنة والشيعة، فإنه أيا كان موقعه يخدم عن وعي أو لا وعي مخططات تدمير الكيانات العربية القائمة،والتي تتضمن منطقا خفيا ملخصه الإجهاز علي الإسلام بالمسلمين، البعض يتحدث عن صورة الإسلام في نظر العالم وتدهورها، ولكن الأمر لا يتصل بالصورة، الصورة ليست في ذاتها، إنما هي انعكاس للواقع، والواقع الحقيقي الآن بشع، لا يوجد في العالم أماكن للرقيق، يباع فيها الإنسان رجلا كان أو انثي إلا بلاد المسلمين، خاصة في المساحات الشاسعة التي تسيطر عليها التنظيمات المتشددة في العراق وسوريا، لقد أعيد إحياء تعبير «السبايا» الذي كان سائداً في الماضي، القتل يتم للمخالف ديناً. وللأسف يجري تنفيذ ذلك استناداً إلي نصوص اكتسبت مع الزمن صفة القداسة وأصبح الاقتراب منها محفوفا بالمخاطر، ومراجعة هذه النصوص هي جوهر ولب قضية تصحيح أو تجديد الخطاب الديني، وقد تابعت بالقراءة أو الاستماع المباشر إلي أحاديث بعض العلماء الذين احترمهم فلم أجد لدي أحد منهم الجرأة والشجاعة لطرح القضية الحقيقية، إلي درجة أن استاذا بارزاً تولي وزارة الأوقاف انبري مدافعا بحمية عن حديث منسوب معروف بحديث الذبابة، وكان ذلك رداً علي مفكر محترم متزن هو الأستاذ السيد يسن، هذا العالم الجليل رسالة الدكتوراة التي نال بها درجة العالمية عن آخر فلاسفة المسلمين العظام الملا صدر الدين الشيرازي «من فارس». بعده لم ينجب الفكر الإسلامي إلا المخربين، من أبوالأعلي المودودي إلي سيد قطب. قلت لنفسي إذا كان من درس فيلسوف الحكمة المتعالية قد وصل إليه التأثير السلفي الوهابي المتشدد، فمن سيقدم؟
لا فائدة..
غير أنني عندما استعدت جرأة وجسارة وعلم الشيوخ الأجلاء أمثال علي عبدالرازق ومصطفي عبدالرازق وأمين الخولي وطه حسين وأحمد أمين والشيخ المراغي والشيخ شلتوت والشيخ عبدالحليم محمود والدكتور نصر أبوزيد، ساورني بعض من تفاؤل إلا أن تصاعد الحملة المنظمة ضد الشيعة جعلني حذرا أتوجس خيفة ولهذا تفصيل.