وصل الأمر إلي حد الإفصاح عن «ضرورة» تقسيم وتفتيت العالم العربي

سبق ان قدم «جو بايدن»، نائب الرئيسي الأمريكي - للكونجرس مشروعا بتقسيم العراق. كذلك طالب وليام هيج، وزير الخارجية البريطاني السابق بتقسيم سوريا، لأنه لا يصح..، علي حد تعبيره..، «اعتبار حدود سوريا والعراق التي رسمها دبلوماسيان أحدهما بريطاني والآخر فرنسي عام ١٩١٦ محصنة ولا مساس بها، وطالما ان زعماء البلدين لا يستطيعان بناء دولة تتعايش فيها كل الطوائف».
وتجاهل الوزير ان المحرضين الغربيين هم الذين يقفون وراء إشعال الفتن الطائفية والمذهبية في العالم العربي.
والآن يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انه طلب من الرئيس الأمريكي أوباما بأن تعترف الولايات المتحدة بـ«السيادة الإسرائيلية علي هضبة الجولان السورية»!!
وطرح نتنياهو هذا المطلب كجزء من حرب التهويد الشاملة ضد الأرض والشعب والتاريخ، ووجه كلامه إلي رئيس السلطة الفلسطينية قائلا - قبل أيام - بالحرف الواحد: «ولا متر واحد من الأرض سوف أعطيكم».
وقدمت الحركات الإرهابية في المنطقة كل ما يحتاجه نتنياهو من ذرائع لكي يعلن وجوب سيطرة إسرائيل علي كامل الأراضي الفلسطينية. وتوالت المكافآت الأمريكية علي نتنياهو. فقد أوضح أوباما انه لا يتوقع إيجاد تسوية للقضية الفلسطينية في الفترة المتبقية له في البيت الأبيض، مما يعني ان فرص حدوث أي عملية سياسية لتحريك القضية الفلسطينية في عهد الرئيس الأمريكي الرابع والأربعين لا تتجاوز الصفر. وبعد ذلك صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن ما يفعله الفلسطينيون في الأراضي المحتلة.. «إرهاب» دون أن ينطق بحرف حول الجرائم التي يرتكبها الإسرائيليون ضد الفلسطينيين.
وكانت ذروة التشجيع الأمريكي لنتنياهو تتمثل في قرار إجراء أكبر مناورة للدفاع الجوي في تاريخ العلاقات بين الجانبين، حتي قيل انه لا مثيل في العالم لمناورة بهذا الحجم تقوم بها أمريكا مع جيش أجنبي. وكان أوباما قد جدد التزامه بالحفاظ علي التفوق النوعي لإسرائيل في المجال العسكري.
ولم يعد نتنياهو يتردد في التصريح بأن إسرائيل تقوم بغارات ضد أهداف سورية. وهذه الأهداف هي نفسها التي تقاتل ضد تنظيم داعش الإرهابي.
هكذا ترد إسرائيل الجميل لأمريكا وتضع نفسها الآن في خدمة أية خطة أمريكية لتضييق الخناق علي التدخل الروسي في سوريا.
وفي ضوء عوامل كثيرة، ليس من المتوقع احراز تقدم حقيقي علي طريق إنهاء التدخل الغربي في سوريا، لأن أمريكا تفضل استمرار القتال علي منح موسكو فرصة المساهمة الفعالة في صياغة حل سياسي، كما تريد أمريكا إتاحة المجال للمنظمات الإرهابية لتحقيق مكاسب علي الأرض.
المهم ان المنطقة العربية مستباحة لكل من يريد الاستيلاء علي أراضيها أو تقسيم دولها أو تفتيتها بحيث تتحول إلي شظايا مبعثرة ومتناثرة ومتداعية.
كلمة السر: من المستفيد؟