(1) " أنا ماليش شلة "، يقولها الرئيس السيسي في لقاء خاص مع شباب الإعلاميين علي هامش افتتاحه لأحدث مصانع شركة النصر للكيماويات، فأقول له : قولها تاني يا ريس لو سمحت، يبتسم للجميع ويكرر : "أنا ماليش شلة "، ويستطرد : "إنما عايزين تعرفوا القريب مني ؟؟ القريب مني هو أي إنسان حسن الخلق، وماهر ويتمتع بالكفاءة في عمله، ومخلص لهذا الوطن. هو ده القريب مني حتي لو مااعرفهوش، وفي أي مجال"
كلام جميل، وكلام معقول، لكن (شلة الرئيس) تصر أنها (شلة الرئيس) رغم أنه ليس صاحب شلة. يظهرون للحديث باسمه في الفضائيات، وتحبهم (الأجهزة)، وتستضيفهم الشرطة في فعالياتها، وأحياناً الجيش، أو يسافروا، علي نفقتهم، لتغطية رحلاته.
الموضوع بسيط لو أن هناك إرادة. كل من يسئ للبلد لا يدعي، ولا يوافق علي سفره، وكل من يتجاوز (إعلامياً) تتخذ المؤسسات الرسمية نفسها موقفاً منه، لتتوقف عن (عزومته) في (أفراحها) فيعرف أنه غير مرغوب فيه، ولن يصدقه وقتها أحد حين يتحدث بلسان الرئيس.
شلة الرئيس شلة تؤذيه من كثرة التطبيل، والتجاوزات المهنية الصارخة، وهي سريعة الاشتعال والغضب والغيظ والحنق إذا واجهتها بالأمر لأنها تريد أن تحتكر لنفسها مكاناً لا يجلس فيه غيرها، لتوزع اتهاماتها علي الجميع، وتكمل مسلسل الفرقة بين المجتمع باسم الوطنية وصراع الثورات، وكأننا في ماتش كورة.
بالأمس لم أشاهد أحداً منهم، تقريباً، وهذا لا يعني أن المجموعة التي دعيت هي فقط المهنية، وإلا نكون (بنهرج)، ونفعل مثلهم. شلة الرئيس يجب أن يصل لها رسالة واضحة من الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة بأنها ليسست شلته، وبأن (الدولة) غير راضية عن أي تجاوزات لهم، ويجب أن يعلن ما قاله الرئيس لنا بالأمس من أنه أعطي تعليمات محددة للوزراء : " أي حد يجيلكم يقول لكم الرياسة هي اللي باعتاني والا الرئيس هو اللي باعتني يبقي كذاب"..
نقول كمان ؟؟
(2) لو سار اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية علي الماء لن يصدقه أحد، وسيتغطي الجميع ببطانية لأنهم يعلمون أن هذا هو حلم كوميدي من الطراز الأول، حتي ولو أتي العديد والعديد من المعجزات، والسبب واضح، وهو أن (الداخلية) وزارة ربنا مسلط عليها دماغها، وتضيع تضحيات عظيمة لرجالها العظماء الذين يستشهدون في سبيل الله حفاظاً علي أمننا، أمام تجاوزات فردية، أو حالات، آسف أن أقول أن الوزارة تتعامل معها (بخيابة) حقيقية بدلاً من أن تعالج الأمور بحكمة.
لدينا مجند عظيم ضحي بنفسه واحتضن إرهابياً لف نفسه بحزام ناسف، لينقذ البطل زملاءه، ولدينا في نفس الوقت شكاوي عديدة من انتهاكات تحدث في سجن العقرب، ترد عليها الداخلية علي طريقة بيوت المسنين لتعلن عن أنشطتها الخيرية أو لتنف الوقائع بالمزاج، بينما لو نظمت زيارات للمجلس القومي لحقوق الإنسان، وبادرت بفتح سجونها لكل أعضائه في أي وقت، يتم تفنيد أي ادعاء، أو معاقبة أي مخطئ، وكنت أظن، وليس كل الظن إثما أن الداخلية ستفعل ذلك حتي لا (تشوشر) بنفسها علي بطولات أبنائها، لكنها، كالمعتاد، مشغولة بإرسال إيميلات إعلامية لا تغني ولا تسمن من جوع.
الموضوع هنا أيضاً بسيط، وبعيداً عن ادعاءات التعذيب، هناك بلاغات وطلبات تملأ السوشيال ميديا، التي تتعامل معها الداخلية علي أنها منبع شر، تؤكد تعسف بعض السجون في استقبال مجرد بطاطين شتاء للمساجين، وهو أيضاً ما لم ترد عليه الداخلية، لتترك كرة الثلج تكبر وتكبر وتكون نتيجتها أنها ستحطم يوماً البيت. ربنا يستر
(3) هناك كنوز في المحافظات، بعيداً عن الموارد الطبيعية، والثروة البشرية الحقيقية، هناك مشروعات (ناقصة)، تشبه الطبخة التي ينقصها (شوية ملح).
تخيل مشروعا في إحدي المحافظات ينقصه 2 مليون جنيه لتكون قد شيدت مدينة سكنية كاملة، لكن لا توجد موارد أو أموال، أو مزارع سمكية تنقصها أموال زهيدة، أو أراض ينقصها تقنين، أو تعديل، لتصير كنزاً حقيقياً لا أعرف لمصلحة من يتم تعطيله.
ألا يراجع د.أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية محافظيه، ويبحث عن تمويل، ولو كان ذلك عن المجتمع المدني، ليحرز هدفاً في مباراة التنمية التي لا تنتهي ؟؟ ألا يفعل ؟؟
دعونا ننتظر، ونري.