لا أشعر بالتفاؤل بشأن ما يمكن ان تسفر عنه مفاوضات سد الموت الإثيوبي، حتي لو وصل عدد جولاتها مائة جولة. فقد ثبت بالأدلة القاطعة، أن إثيوبيا تمارس منذ البداية سياسة الخداع، انتهزت فرصة اندلاع ثورة يناير 2011، وبدأت في الشهر التالي للثورة، تنفيذ مخطط امريكي صهيوني يرجع إلي عام 1956 ببناء سد، للتحكم في مصدر حياة المصريين، ولم يجد للأسف من يصده. وبعد ان تولي الرئيس السيسي السلطة، اشتدت وتيرة العمليات الارهابية في سيناء والعديد من المدن المصرية بتمويل قطري تركي صهيوني، واشتد ت معها سرعة انجاز السد، لنجد أنفسنا بين شقي رحي. ولم يكن هناك مفر من اعلاء الحل السياسي، واصلاح ما أفسده الاخواني المعزول محمد مرسي، الذي بلغ به الهطل إلي حد بث لقاء بالقصر الرئاسي يتحدث فيه أتباعه من عينة أيمن نور عن سيناريوهات عسكرية لضرب إثيوبيا، ما أعطي أديس ابابا ورقة لكسب تعاطف العالم خاصة الدول الافريقية. تم توقيع اتفاق المبادئ، أعقبه 11 جولة مفاوضات، دون التوصل إلي خطوة ملموسة تبعد عن ملايين المصريين شبح الموت عطشا بسبب شح المياه أو غرقا في حالة انهيار السد. لقد ضربت اثيوبيا عرض الحائط بكل مخاوفنا، وانساقت مدفوعة بقوي معادية لمصر لانجاز المشروع،حتي حققت أكثر من 50% منه وقامت قبل عدة أيام بتحويل مسار النهر إلي أنفاق السد. ما يعكس اصرارها علي تنفيذ المخطط رغم انف الجميع. لقد بات ضروريا التمسك بوقف الانشاءات لحين انتهاء الدراسات الفنية، وفي حالة الرفض، تصبح مصر مضطرة لاستخدام كل الخيارات، بالتدرج أو التوازي، لأن مواجهة الخداع، لاتكون بالصبر عليه حتي يمسك بالرقاب، وانما بقطع الأيدي المخادعة التي تسعي لقتل ملايين المصريين، بلا أي ذنب