فشلت الولايات المتحدة الامريكية في تفتيت المنطقة العربية بالشكل الذي تريده، لهذا لجأت إلي اطماع الدولة الصفوية لإعادة مملكة فارس للوجود لكي تكون مخلب القط الذي يهدد العرب، وينفذ مخطط تقسيم المنطقة، ليسهل السيطرة عليها وفرض الإرادة الامريكية والغربية، والهدف النهائي منع اي تهديد لإسرائيل وإضعاف الدول المحيطة بها، وللاسف يتم ذلك بدعم قطري، ومساندة تركية.
هذا المخطط يتم تحت عيون العرب، ونراه ونفهمه لكن لانستطيع ادراكه والتعامل معه، وأول مظاهر ذلك الانهيار العربي الانقسام، والشرذمة، فلا الجامعة العربية تستطيع تجميع العرب واتخاذ موقف واضح ومحدد وتنفيذه، ولا الدول العربية قادرة علي مواجهة الخطر الإيراني الغربي الأمريكي مثلما حدث من قبل، اضافة إلي هذا المشهد العربي في دول ممزقة متناقضة، لا تستطيع ان تعلن موقفا مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن والسودان وليبيا، والجزائر المنكفئة علي نفسها، والمغرب التي دخلت المغارة منذ زمن بعيد، لم تعد لدينا النخوة العربية لمواجهة الذئاب التي تعوي من حولنا، بل ان هناك اصواتا في مصر تطالب بالانكفاء علي الذات لمواجهة مشاكلنا التي خلفتها عهود الفساد السابقة، وأدت إلي انهيار الموقف الاقتصادي والاجتماعي.
هذه نظرة ضيقة، لأن دول الخليج أول من بادر بدعم مصر ومساندتها في المواقف السياسية الدولية والأزمة الاقتصادية، ثم ان الخطر علي دول الخليج تهديد مباشر لأمن مصر القومي والداخلي، والمخطط الامريكي الغربي يستهدف مصر في الاساس، فكيف نهرب من قدرنا، قدر مصر ان تقود الامة العربية في محنتها، قدر الرئيس عبد الفتاح السيسي ان يقتحم عش الدبابير لإنقاذ الامة العربية، قدره ان يقف بجانب دول الخليج التي بادرت بدعم مصر في محنها، قدر الدبلوماسية المصرية ان تعيد تجميع العرب علي مواجهة الأزمة الطارئة مع الدولة الفارسية التي تريد الفتنة بين المسلمين، نحن قادرون علي تفويت الفرصة علي الامريكان والاوربيين والدولة الفارسية لضرب المنطقة العربية.
دعاء : (رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) «يونس/85- 86»