" صندوق  الحياة " من أجل جراحة آمنة 2012- ص 10:30:42 الاثنين 23 - ابريل هبه حسين هل هناك أوج تشابه بين عملية التخدير وقيادة الطائرة ؟!، سؤال قد يبدو غريبا وإجابته غير متوقعة.  والواقع أن كلاهما يعتمد على صندوق صغير يحمل أسرارا ويسجل بيانات الرحلة سواء داخل غرفة العمليات أو في الطائرة. رئيس الجمعية المصرية لأطباء التخدير د. يحيى خاطر أوضح أن العالم يلجأ حاليا لأجهزة متطورة لمراقبة منظومة التخدير بهدف جعل الجراحات أكثر أمانا، ومن أهم هذه الأجهزة ما يطلق عليه "صندوق الحياة " وهو عبارة عن صندوق صغير لا تزيد تكلفته عن 250 دولار ويشبه الصندوق الأسود في الطائرات . أضاف خاطر أن الصندوق يقوم بتسجيل نسبة الأكسجين في الدم وعمل رسم بياني لنبض المريض ويرسل إنذارا في حالة وجود خلل ما سواء في التوصيلات أو المحاليل أو عند عدم انتظام ضربات القلب وفى بعض الأحيان يحدد نوع الخلل بدقة ، وهو ما يساعد على التقليل من مضاعفات الجراحة بنسبة 58 % .   قال خاطر إن الاتحاد الدولي لأطباء التخدير بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على توفير هذا الجهاز من خلال "مشروع الصفر " الذي تتبناه مؤسسة خيرية لحوالي 77 ألف غرفة عمليات على مستوى العالم غير مزودة بصندوق الحياة.   جاء ذلك في مؤتمر الجمعية المصرية لأطباء التخدير والعناية المركزة وعلاج  الألم حيث أكد رئيس المؤتمر د. خاطر وجود أساليب حديثة لعلاج الآلام سواء بتدخلات علاجية مثل حقن الأعصاب وحقن العمود الفقري أو زرع أجهزة تحت الجلد لتوصيل الدواء داخل الجسم بجرعات محسوبة  .                                                         من جانبه ، أشار أستاذ التخدير ونائب مدير وحدة علاج الآلام بطب القصر العيني  د. محمد عبد الرؤوف إلى أن استخدام  الموجات الصوتية  في التخدير الموضعي يمثل ثورة علمية من حيث رفع نسبة الأمان  للمريض وتقليل الآلام أثناء وبعد الجراحة والحد من المضاعفات  بشكل كبير .  كما تصل نسبة نجاح العملية باستخدام الموجات الصوتية إلى حوالي 100% نظرا لأن الطبيب يتابع بدقة من خلال هذه التقنية مسار العصب والتحرك بداخله في الوقت الذي يكون فيه المريض يقظا ويتجنب مضاعفات التخدير الكلى خاصة كبار السن و أصحاب الأمراض المزمنة. وأوضح عبد الرؤوف أنه تم عمل دراسة جدوى لإنشاء معمل مركزي لتدريب أطباء التخدير المصريين وكذلك الأفارقة على استخدام الموجات الصوتية وذلك من خلال  دمية تحتوى على أعصاب وشرايين بتكلفة قدرها  3 ملايين جنيه وجارى حاليا البحث عن تبرعات أملا في استكماله في أسرع وقت ممكن لتعم الفائدة على المريض المصري.