يتسبب قصور الغدة الدرقية في الشعور بالإرهاق الشديد، وتساقط الشعر، جفاف الجلد أو تشققه، بالإضافة إلى المعاناة من الشعور المفاجئ بالجوع وبشكل ملح، مع اختلال الوزن سواء بالزيادة أو النقصان بشكل غير معتاد .ويصيب قصور الغدة الدرقية السيدات بنسبة أكبر بكثير من الرجال، كما أنها تؤثر على النمو العقلي للطفل، وتعد أحد الأسباب الهامة للإصابة بالإعاقة الذهنية، والتأثير على نمو الطفل بشكل طبيعي.

وأمام خطورة المرض وتأثيراته السلبية اعتمدت وزارة الصحة عقارا جديدا يتم طرحه اليوم لعلاج قصور الغدة الدرقية يحتوي على مادة تسمى علميا " ليفوثيروكسين صوديوم" تتميز بإتاحة الفرصة لتوفير العقار بجرعات مختلفة ٢٥و ٥٠ و ١٠٠ ميكروجرام ، ويعد ذلك من أهم أساليب العلاج الحديثة حيث يتيح الفرصة للمريض في الحصول على جرعات دقيقة تناسب حالة الغدة بحيث لا تزيد أو تنخفض جرعة العلاج، ويعد العقار هو الأول في مصر الذي يتم توفيره من إنتاج شركة ألمانية.

وأوضح الأطباء المتخصصين خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الخميس 10 ديسمبر لطرح العقار، أن اعتماد علاج جديد بتلك المواصفات في مصر من شأنه أن يقضي على الأدوية المهربة في السوق المصرية ، مما يجنب التأثيرات السلبية غير المحسوبة، بالإضافة إلى تجنب المبالغة في السعر الذي يصل إلى ١٠ أضعاف السعر الحالي بعد ترخيصة من وزارة الصحة. وأشار أستاذ أمراض الباطنة و السكر بكلية طب جامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للسكر ودهينات الدم د.محمد خطاب إلى أن أمراض الغدة الدرقية، ومن بينها قصور وظائفها من الأمراض واسعة الانتشار في كثير من المجتمعات، ونسبتها أكبر بين السيدات وكبار السن، لافتا إلى وظائف الغدة الهامة والتي تؤثر على جميع خلايا الجسم تقريبا، وبالتالي فإن الخلل في إفراز الغدة الدرقية يؤثر سلبا على كثير من الوظائف الحيوية للجسم.

وأضاف أن أعراض الإصابة بقصور الغدة الدرقية يتراوح بين عدم الإحساس بخلل، إلى الإصابة بالغيبوبة الكاملة، وقد يشكو المريض من الإمساك والضعف العام وجفاف الجلد، وقد تشكو السيدات من اضطراب الدورة الشهرية وتأخر الحمل واختلال كهربة القلب. وأوضح د.محمد خطاب أن علاج قصور الغدة الدرقية يعتمد على تناول المريض عقار يعتمد على مادة طبيعية لهرمون ثيروكسين تسمى "ليفوثيروكسين" ، ويعمل ذلك على تحسين أعراض خمول الغدة الدرقية مثل نقص الطاقة و البطء في الكلام وزيادة الوزن، وفقدان الشعر ، وجفاف الجلد، والشعور بالبرد، مما يحافظ على النشاطات العقلية والبدنية. ومن جهته قال أستاذ الغدد الصماء بكلية الطب جامعة عين شمس د.هشام الجيار إن كسل الغدة الدرقية ونقص إفرازها مرض شائع وخاصة في السيدات وكبار السن ، ويؤثر تقريبا على كافة أجهزة الجسم ، وفي الأطفال يؤدي إلى قصر القامة وتأخر في النمو الذهني والتحصيل الدراسي ، وهناك سعى على المستوى القومي إلى التشخيص المبكر للمرض وهو ما أصبح أسهل مع توفير العلاج التعويضي رخيص الثمن ، ولكن في كثير من الأحيان يحدث نقص في توفره ، ولذا فإنه من الأهمية توفير شركات الأدوية لهذا الدواء الحيوي بكافة تركيزاته للمواطن المصري.

ومن جانبها قالت أستاذة طب الأطفال و مديرة مركز الوراثة بكلية طب جامعة عين شمس د.هبة الصدفي إن أعراض قصور الغدة الدرقية تصيب الأطفال وتختلف أعراضها باختلاف عمر الطفل ؛ وفي حالة إصابة الأطفال حديثي الولادة بقصور الغدة فتتركز الأعراض على النوم لفترات طويلة ، وأصابته بالصفراء الفسيولوجية لفترات طويلة، ومعاناة من انسداد الأنف، وفي حالة ظهور تلك الأعراض على الطفل فيجب عرضه على طبيب الأطفال فورا ، مشيرةً إلى أن نسبة الإصابة بنقص إفراز الغدة الدرقية للأطفال حديثي الولادة بناء عن إحصائيات قديمة تبلغ ١ لكل ٢٠٠٠ طفل ، ولذلك لابد من إجراء إحصائيات حديثة لمعرفة النسبة الحقيقة الحالية. وأضافت أن العلاج في تلك الحالة يعتمد على جرعات قليلة من الدواء تبلغ ٥٠ ميكرو جرام، وتزداد الجرعة بزيادة عمر الطفل، وكان يصعب ذلك على الأم بالنظر إلى اضطرارها إلى تقسيم حبة الدواء الصغيرة جدا إلى جزئين متساويين في حالة الاحتياج لإعطائه جرعة 62,5 ميكروجرام على سبيل المثال، لذلك توفير عقار جديد بجرعات مختلفة ٢٥ و ٥٠ و ١٠٠ ميكروجرام سهل تقسيمها.

وأوضحت د.هبة أن الخطورة الحقيقية لهذا المرض في بداية الولادة تكمن في تأثيره على النمو العقلي للطفل وهو من أسباب الإعاقة الذهنية التي يمكن تجنبها، كما تؤثر على نمو الطفل نظرا لأن هرمون الغدة الدرقية من أهم الهرمونات في الجسم المتصلة بنمو كل شئ في الجسم تقريبا، ولذلك من المهم متابعة نمو الطفل سواء من الأم أو المدرسين، أو في عيادات التأمين الصحي ، وفي حالة ملاحظة تغير في معدل نمو الطفل فيجب أجراء تحليل الغدة الدرقية للوقوف على التشخيص الدقيق للحالة. فيما أوضح المدير التنفيذي لشركه ميرك للأدوية د.عماد جريس أن الشركة لعبت دورا هاما في مواجهة ‫الأدوية مجهولة المصدر عن طريق توفير الدواء الأصلي بأعلى جودة وبأقل سعر ممكن ، وبالتعاون مع كافة الجهات للعمل على حماية المرضى ، مؤكدا أن الشركة تتعهد ببذل قصارى جهدها لتوفير الدواء الأصلي بكميات كافية، كما ستقوم بتنظيم حملات توعية عن مرض قصور الغدة الدرقية بالتعاون مع الجمعيات الطبية المختصة وذلك ضمن مسئوليتها اتجاه المرضى والمؤسسات الطبية