كشفت دراسة بريطانية حديثة أن مشاركة النساء في تجديد المنازل القديمة أثناء فترة الحمل يمكن أن تشكل خطورة كبيرة عليهن وعلي الأجنة في أرحامهن. وقال الباحثون من جامعة بريستول إن تجديد المنازل القديمة يمكن أن يؤدي إلي إطلاق الرصاص من أعمال الطلاء القديمة، وهو عنصر سام قد يقود إلي حدوث ارتفاع في ضغط الدم بالنسبة للمرأة الحامل وبالتالي تزيد مخاطر إصابتها بتسمم الحمل الذي يمكن أن يشكل خطورة علي الأم والجنين. وأشار الباحثون إلي أنهم وجدوا أيضا أن استنشاق الحامل لرائحة الفحم المحترق يشكل كذلك خطورة كبيرة لأن الفحم المحترق يطلق جزيئات الرصاص في الهواء، وعند انتقال هذه الجزيئات السامة من الأم إلى جنينها في الرحم، قد يؤدي إلى إعاقة نمو ذكاء الطفل أو يجعله يصاب بالنشاط المفرط. وفحص الباحثون القراءات المتعلقة بنسب الرصاص الموجودة في عينات دم أخذت من أكثر من أربعة آلاف امرأة حامل من منطقة بريستول، ووجدوا أن تلك النسب مرتفعة للغاية مقارنة بمجموعات مماثلة في دول متطورة أخرى. وقد أدهش الباحثون هذا الأمر لأنه كان يعتقد أن التعرض لهذه السميات أمر أكثر شيوعا في المجتمعات الفقيرة. ولم يتأكد الباحثون من أسباب تعرض النساء اللاتي حظين بمستوى تعليمي مرتفع ويعشن في مستويات اجتماعية جيدة لهذه النسب العالية من السميات البيئية، لكنهم تكهنوا بأن أحد أسباب ذلك ربما ترجع إلى ميل هؤلاء النساء لشراء منازل قديمة وتجديدها. وأشار الباحثون إلى أنه رغم حظر استخدام الرصاص في الطلاء، فإنه يمكن أن يطلق من خلال إزالة الطلاء القديم من على الجدران والأعمال الخشبية، كما وجدت الدراسة أيضا أن اقتناء الحامل لكلب أليف يمكن أن يؤدي أيضا لارتفاع مستوى الرصاص في دمها، وأوضح الباحثون أن تأثيره بسيط لكن يمكن أن تتسبب به الحيوانات الأليفة التي تحمل التربة الملوثة في أقدامها إلى داخل المنزل.