نحن في مواجهة ظروف تعيد صياغة الشرق الأوسط من جديد، سايكس بيكو أخري، لا جديد فيما يجري، كل ما يتم تنفيذه علي الأرض الآن سبق نشره في كتب ودوريات، أشير إلي تقرير كتبه جنرال إسرائيلي متقاعد ونشر مترجما أوائل الثمانينيات في مجلة الثقافة العالمية بالكويت، نشر في ملحق منفصل، مازلت أذكر محتواه، كان يشير إلي ضرورة إعادة صياغة الشرق الأوسط، آراء الاستاذ الأكاديمي المعروف برنارد لويس معروفة وتنتهي إلي النتائج التي نعيشها الآن، برنارد لويس يرأس مركزا هاما للابحاث في جامعة برنستون. يعد من المراكز المؤثرة في صناعة القرار بالولايات المتحدة، الأهداف المعلنة التقسيم من جديد علي أساس طائفي وعرقي. جري هذا في العراق بالفعل، العراق الذي نعرفه لم يعد له وجود، عاد الوضع كما كان أثناء الامبراطورية العثمانية، ثلاثة ألوية، لواء بغداد، لواء البصرة، لواء الموصل، الاكراد في الشمال أصبحوا مستقلين من الناحية العملية، اختفي العراق باعتباره كيانا كبيرا، والحقيقة أن هذا المصير بدأ مع قرار حل الجيش العراقي الذي أصدره بريمر بعد الاحتلال الأمريكي العسكري، سوريا يجري تدميرها بقسوة الآن، النظام دكتاتوري.. هذا صحيح، النظام فاسد.. نعم، ولكن هل يعني ذلك اسقاط الدولة وتدميرها ومحو الوجود السوري من الوجود؟ أن يتحول نصف السوريين إلي لاجئين؟ ان تحتل سوريا من مجرمين يتوافدون عليها من كل حدب وصوب؟ المأساة الكبري ان ذلك يتم بمال عربي وقوي عربية، يتجاوز ذلك كل ما عرفناه من كوارث وانهيارات أدت إلي ضياع الاندلس نهائيا، الموقف الحالي أفدح، الصراع المذهبي يتعمق، صمت إسرائيلي مريب، لا بأس، فكل ما يجري من أجل أمن إسرائيل واستقرارها.
عبور
