دروس في الأمن القومي لمرشحي الرئاسة (1) 2012- م 12:07:34 الاربعاء 21 - مارس علاء سعد أتعجب من المتنطعين الذين يتحدثون في الشأن العام ويحاولون بكل الطرق نفي نظرية المؤامرة علي مصر. لقد قام الجيش بعمل مناورة بالجيشين الثاني والثالث، وفي هذه المناورة رسائل كثيرة للعدو الصهيوني وأمريكا, إنها رسالة واضحة تقول ببساطة لا تحسبوا أن الجيش قد انحصر في الداخل كما تظنون, إننا علي أتم الاستعداد لأن نصد أي هجوم. وفي لعبة الأمم التي لا يفهمها الكثيرون من مرشحي الرئاسة الحاليين هذه الرسالة تعني أن هنالك تفاوضا يحدث وضغوطا تزداد علي مصر والمناورات هي أبلغ رد؛ فأمريكا ترصد بالأقمار الصناعية وتحدد الإستراتيجية والأسلوب والفعل ورد الفعل, وقيام مصر بهذه المناورات يعني جهوزية ليست بالهينة وتؤخذ بالاعتبار. ولقد قامت إسرائيل بالرد علي هذه المناورة من خلال إطلاقها صاروخ حيتس 3 العابر للقارات, وهي بلسان حالها ترد علي مصر, إننا لن نبدأ بهجوم بري كما تظنون بل سيكون هجومنا بالصواريخ. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا , إن هذه الأخبار متاحة للجميع ولكن من يفهم الرسائل الخفية من ورائها, حتي المحلليين السياسيين علي الساحة لم يتطرق أحد للموضوعين. إنني أتمني أن يأتي رئيس مصر القادم ليس من خلال أبواق الإعلام وما تفرضه علي الساحة بلغة الصوت العالي, إننا لا نريد رئيسا صوته عالٍ, ولكننا نريد رئيسا يفهم متي يكون الصوت العالي مؤثرا. إننا لا نريد رئيسا يلعب بالكلمات ويطرق علي المشاعر ويستغل دماء الشهداء والميدان كجسر عبور لكرسي الرئاسة, بل نريد رئيسا يفهم حقائق الجغرافيا والتاريخ, ويدرك معني الأمن القومي وأصوله وعناصره وأسسه. إن الأمم تدرك أهمية أمنها القومي حينما يتعرض هذا الأمن للخطر والأمم الواعية تدرك الخطر قبل أن يحدث وتستبق الأحداث وتقفل الباب علي السياسة والسياسيين حتي تمنع إختراق أمنها القومي, فلنتوقف عن لعب السياسة قليلا , وننظر لواقع الأمن القومي بكل حيادية وبهدف أصيل هو مصلحة مصر إنها مسئولية لا يستطيع أن يقوم بها الكثيرون، ومن يملك القدرة علي القيام بها لن يستطيع أن يصل إليها فما بين الرشوة والعمالة, مسافة كبيرة من قلة الوعي اجتمعت كلها لكي تخترق الأمن القومي المصري.