فيض الخاطر

السرب المصري الظافر

حمدي رزق
حمدي رزق

فيلم (السرب) يسجل صفحة مهمة جداً في تاريخ مصر، وأشكر قواتنا المسلحة المصرية على تقديم الفيلم بهذه الصورة، وأن يسجل بطولة شباب مصري، وبطولة قوات مصرية فى الوقت ذاته، وستحكى الأجيال بها فيما بعد.

أعلاه إشادة مستحقة من البابا «تواضروس الثاني» بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بفيلم «السرب».

لماذا هى مستحقة من بابا المصريين، لأنها تسجل واحدة من آيات عظمة القوات المسلحة المصرية، وذراعها الطولي القوات الجوية.

مستحقة لأن الإرادة السياسية فى الضربة الجوية على معسكرات داعش الإرهابية فى الغرب الليبي كانت (نافذة)، والقرار السياسي (وقتئذ) من قبل القائد الأعلى، الرئيس «عبد الفتاح السيسي»، كان (صارماً).. على وقته في تأدية الفروض الوطنية.

لم تهدأ القيادة المصرية، ولم تنم على ضيم، ولم تأخذ «كف عزاء» فى شهداء الوطن، حتى كان فى يدها الأخرى ثأر الشهداء، لم يتأخر الرد (فحسب ساعات الليل) حتى انبلج الفجر عن انتصار عظيم، وعادت نسور الجو إلى قواعدهم سالمين، وتالياً رفات الشهداء إلى قبورها، لتسكن أفئدة المحبين، برداً وسلاماً على شهداء المحروسة.

عندما يبر الرجال السمر الشداد بقسم القائد، عندما يتألق «نسور الجو» فى ملحمة فخار خارج الحدود، عندما يكون ثأر الشهيد ناراً موقدة على الأعداء، عندما يكون دم المصريين «خط أحمر»، والأرض من تحت أقدام خير أجناد الأرض «حمراء»، الجند الغربي (المصري) بحسب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، يعرفون وهم وأزواجهم فى رباط.

«السرب» ليس فيلماً للتسلية والإمتاع وتزجية وقت الفراغ، ولكنه درس فى الوطنية، تسجيل حى لبطولات من لحم ودم، تستشعر فى ملحمة «السرب»عظمة المصريين، حتى الشهداء ارتقوا بعظمة، لأنهم شهداء أولاد شهداء من نسل شهداء عصر الشهادة الأول.

في المحروسة لا يفرقون بين الشهداء، ولا يبيتون على ثأر، ولا تبترد قلوبهم إلا بعدالة القصاص، وكان القصاص عظيماً، والضربة الجوية موفقة، توفيقاً أخلاقياً بإخلاء المدنيين فى مستشفى «درنة»، وتوفيقاً عسكرياً بإزالة معسكرات «داعش» من على وجه الأرض فى «سرت»، وقطع الأيدى التى مست رقاب المصريين فى عملية إرهابية غادرة.. طوبى للشهداء.