العالم يقرأ شعرنا بالإنجليزية

د.سلوى جودة
د.سلوى جودة

د.سلوى جودة

فى خطوة بالغة الطموح، تصدت الأكاديمية البارزة والمترجمة المتميزة د.سلوى جودة أستاذة الأدب الإنجليزى بجامعة عين شمس لتنفيذ مشروع طموح لترجمة نماذج متفوقة من الإبداع العربى فى الشعر، والقصة إلى الإنجليزية باعتبارها اللغة العالمية التى تقرأها الدنيا كلها، وتوضح لنا صاحبة المشروع ملامحه قائلة:


يجئ اهتمامى بترجمة الشعر العربى إلى الإنجليزية، لإيمانى بأن لدينا تاريخًا شعريًا يستحق أن يحظى باهتمام يتناسب مع فرادته، وأن يكون على خريطة الإبداع العالمي، فنحن أمة الشعر، وكان الشعر الجنس الأدبى الوحيد، والأقرب إلى الشخصية العربية العاشقة للحياة، وللبداوة، والموسيقى، وللمعانى الثِقال، ونحن أصحاب أول سوق للشعر، سوق «عكاظ»، الذى يطلقون عليه مهرجانًا شعريًا فى عصرنا الحديث، وحظى الشعراء خلال تاريخنا باحترام وتكريم من الملوك والحكام والساسة لمحورية الدور الذى يقومون به إعلاميًا وثقافيًا وإنسانيًا، والتاريخ عامر بالنماذج والأمثلة، ولقد حرصنا خلال القرن الماضى على ترجمة الخبرات الشعرية الغربية إلى ساحتنا الشعرية، والثقافية خاصة شعراء الحداثة وما بعدها، ولا أستطيع أن أتجاهل دور هذا فى إثراء مدارسنا الشعرية، فلقد استفدنا كثيرًا مما ورد إلينا خاصة فى الشعر الحر، وقصيدة النثر، وحان الوقت إلى أن تتسع ساحاتهم لقراءة منجزنا الشعرى الذي لا يقل فى جودته المعرفية، والإنسانية، والفنية عن الشعر العالمى، والذى يحمل خصوصيتنا الثقافية، ويعبر عنها، وأيضًا لضعف التوجه إلى هذه الترجمة العكسية، فنسبة، ما جرت ترجمته من العربية إلى اللغات الأخرى، ربما لا يمثل نسبة نفخر بذكرها، وكثير مما تُرجم لم يأت بالجودة المطلوبة،وتواصل د.سلوى جودة قائلة: لذا جاء التوجه إلى ترجمة الشعر والعمل الجاد لنشره لأرباب الثقافات الأخر، والتحدى الأول فى الترجمة الأدبية من الناحية الفنية اختيار النصوص، فليست كلها، كما أعتقد، صالحة لتقديمها للآخر، والحكم على صلاحية النص للترجمة يعتمد على أمورٍ كثيرة جدًا، أقررها بعد دراسة متعمقة، ومعايشة للنص، والتحدى الثانى هو فى البحث عن ناشرٍ دولى يؤمن بالترجمة وبالثقافة العربية وأهميتها، وبعد تجارب متعددة فى الترجمة والنشر خلال الأعوام القليلة الماضية، استطعت أن أوجد مساحة، وألفت الأنظار إلى الشعر العربي، بل هم مَن يطلبون الآن الاستمرار فى تقديم الشعر العربى مترجمًا، وبلغت الثقة فى أن يعرض الشعراء فى إنجلترا، وأيرلندا ، وأمريكا نصوصهم لترجمتها إلى العربية، وخلال الأعوام القليلة الماضية تُرجت عددا من الترجمات الأدبية  لحوالي مائة شاعر وأديب من مختلف أنحاء الوطن العربي، من مصر، والمغرب ، والجزائر ، وتونس ، وليبيا، واليمن وسوريا ، ولبنان ، وفلسطين ، والسعودية ، والإمارات، والأردن، وتوضح د. سلوى بقولها:


وجاءت عناوين الإصدارات التى نشرت فى مجلة «لايف إنكونترز» للشعر، والكتابة العالمية كالتالي: الشعر العربى مترجمًا، أصوات الشعراء العرب، صورة غزة فى الشعر العربي، الشاعرات العربيات، .
ومن الشعراء الذين أعتز بترجمة قصائدهم، الشاعر المصرى المتميز محمد الشحات، فغزارة إنتاجه الشعرى خلال الأعوام العشرة الأخيرة، تجعلنا نتساءل عن طبيعته النفسية والروحية، وربما لفتنى أحد النقاد الذى وصفه بأنه يتنفس شعرًا، ومن القصائد التى تُرجمت له فى مجلة لايف انكونترز للشعر والكتابة العالمية: من يوميات سجين، بعض بقاياه، اذكرنى إذا ما غبت.