أكبر مدن أمريكا تفتقد إلى الأمان .. 264 ألف قضية و4 آلاف اعتداء جسدى ضد النساء

صورة تعبرية
صورة تعبرية

مدينة ليست آمنة على الإطلاق، الشرطة تعاني من ضعف ملحوظ في قواتها، المشتبه بهم في جرائم القتل يتجولون بحرية مطلقة في الشوارع، تقع الجرائم والحوادث وسط تجاهل تام من قِبل الشرطة، اللجوء إلى مركز الشرطة معناه نهاية الحادث دون تحقيق ليوصم ضحايا الاعتداءات بالمزيد من الخجل والعار وكأن المسئولين يمنحون كارت اخضر جديد للسارقين والمعتدين والجناه لارتكاب المزيد من الجرائم.

السطور السابقة تصف الأوضاع الامنية في واحدة من اشهر المدن الأمريكية وهى مدينة هيوستن بولاية تكساس، رابع أكبر مدينة في الولايات المتحدة الامريكية، وبالرغم من انتشار حالة الفوضى وغياب الأمن في عدد كبير من المدن والولايات الامريكية إلا أن مدينة هيوستون إنفردت في تلك الفترة بالمركز الاول في قائمة المدن غير الآمنة على الإطلاق، وتسبب الامر في إجبار قائد شرطة هيوستن «تروي فينر» على الاستقالة بعد تخليه عن التحقيق في مئات الآلاف من البلاغات والحالات التي تطلبت تدخل الشرطة دون جدوى، وتشير التقارير إلى عدم التحقيق في أكثر من 264 ألف قضية بسبب نقص الضباط، بما في ذلك أكثر من 4 آلاف حالة بلاغ بالاعتداءات الجسدية.

رسالة إدانة

تشير التقارير إلى إجبار فينر على التقاعد المبكر بسبب القشة الأخيرة في مساره المهني وهى؛ رسالة بريد إلكتروني تشير إلى أن فينر كان على علم بمشكلات مراكز الشرطة التي يتولى قيادتها قبل سنوات وتحديدا في يوليو 2018 دون الإبلاغ عنها، حيث تعامل في رسائل البريد مستخدما كود يكشف قلة اعداد الضباط وغيابهم وهو ما يتسبب في اسقاط القضايا وعدم التحقيق في البلاغات دون تقديم حلول جادة، واشار عمدة المدينة جون وايتمير الى قبوله تقاعد تروى فينر من منصب رئيس الشرطة، وشكره على سنوات الخدمة العامة التي قضاها.

انطلقت التحذيرات مرارًا وتكرارًا في السابق من اتحاد ضباط شرطة هيوستن؛ لتنطلق التحذيرات التي تؤكد أن المدينة ليست آمنة على الاطلاق وسط زيادة عدد المجرمين وانطلاقهم بحرية دون عقاب، وهو ما ناقشه رئيس اتحاد ضباط الشرطة بهيوستن «دوجلاس جريفيث» والمدير التنفيذي «راي هانت» حول مدى تأثر المدينة بالجريمة والنظام القانوني ونقص القوى العاملة في قسم الشرطة وهوما دفع قادة الاتحاد الى دق ناقوس الخطر بشأن سلامة المدينة مؤكدين؛ أن المشتبه بهم جنائيًا يسيرون في الشوارع بكفالة طوال الوقت بينما يعاني قسم الشرطة من نقص الضباط.

اعترافات رئيس الشرطة

تناولت شبكة فوكس نيوز تفاصيل القضية؛ لتبرز اعترافات رئيس جمعية شرطة هيوستن «مايكل بولوك» حول الانخفاض الملحوظ في السلامة العامة الذي وضع المدينة على «حافة الكارثة» وامتد الامر لتبقى المدينة بدون ضابط شرطة واحد لبضع ساعات في احد الايام، أما رئيس اتحاد الشرطة دوجلاس جريفيث فيقول: «نحن في عاصفة تامة الآن، تراجع تأثير واقعة مقتل جورج فلويد في الكثير من المدن، ومازلنا لا يمكننا توظيف عناصر الشرطة وكذلك لا يمكننا الاحتفاظ بضباطنا، يغادرون مناصبهم طوال الوقت»، أما المدير التنفيذي «راي هانت» فيقول مندهشا: «لم يسبق لي في حياتي وأنا من سكان هيوستن رؤية هذا العدد الكبير من المجرمين المشتبه بهم، يسيرون في شوارع هيوستن بكفالات متنوعة، واضاف قائلا: «لا أسمح لزوجتي أو أطفالي بالسير في شوارع هيوستن ليلا تحت أي ظرف من الظروف، اصبح الوضع ليس آمنًا في المدن الكبرى في عام 2024، وليس آمنًا هنا ايضا»، ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي تواصل فيه إدارة شرطة هيوستن ازمتها مع تجنيد الضباط والاحتفاظ بهم، وهي مشكلة تعاني منها إدارات ومراكز الشرطة في جميع أنحاء البلاد.

نظام العدالة

بمجرد التفكير في أسباب عزوف الأمريكيين عن شغل وظيفة ضباط الشرطة يجيب راى هانت قائلا: «من يريد أن يصبح ضابط شرطة في عام 2024، يتم رصد ومراقبة كل شيء يفعلونه من خلال الكاميرا التي يرتدونها في ملابسهم الرسمية لتسجل اخطاءهم سريعا دون تحديد الموقف كاملا، ولا تكشف ما إذا كان الضابط قد اتخذ القرار الصحيح في جزء من الثانية أم لا، يتعرضون لضغوط هائلة عند الاحتكاك بالمجرمين ولا أستطيع تشجيع أي فرد من عائلتي على أن يصبح ضابط شرطة في ظل الوضع الذي يمرون به الآن، وينتقد رئيس اتحاد الشرطة دوجلاس جريفيث نظام العدالة مؤكدًا؛ أن الشرطة فقدت صلاحيتها فلا نستطيع احتجاز شخص ما، كل شخص يرتكب حادث او جريمة يحصل على كفالة في المرة الاولى، وحين يكررون الحوادث للمرة الثانية لا يمكن احتجازهم، حيث يذهبون إلى المحكمة مرة اخرى وحينها تنتهي القضية بدفع الكفالة مرة اخرى ومنح المجرمين حريتهم مرة اخرى وهذه مشكلة يتعين علينا حلها في المحاكم ومع مكتب المدعي العام، لا يمكن التأكد من أن هؤلاء المجرمين سيتوفقون عن التجول في الشوارع وإيذاء مواطنينا.

حماية المرأة

في الشهر الماضي، كشفت شرطة هيوستن بولاية تكساس أزمة النقص في عدد الموظفين وضعف الاستجابة للبلاغات المقدمة إلى الشرطة عبر اتصالات المواطنين لرقم 911، وادعت ان الازمة تتزايد منذ وقف تمويل مركز الشرطة في عام 2020، وكشفت مراكز حماية المرأة في منطقة هيوستن، إلى أن ضعف الحالة الامنية تتسبب في التخلي عن ضحايا العنف المنزلي والاعتداء الجنسي وخذلهم طوال الوقت، واشار مركز المرأة في احد المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي جاء فيها؛ إن الناجيات من الاعتداءات الجسدية يدفعن ثمنًا باهظًا حين لا يجدن حلولا لبلاغاتهن عبر مركز الشرطة فحين يجد الناجي الشجاعة للتقدم والإبلاغ عن واقعة مخجلة تعرض اليها ثم ينتظر ويترقب الحل يفاجأ بتعليق قضيته، وهو ما يسبب صدمة بالغة وتكرار للحوادث ضد النساء.

اقرأ أيضا : مليون مواطن بدون كهرباء.. قتلى ومصابون في إعصار بولاية تكساس الأمريكية

;