تقوى الله

مجنون العصر

جلال السيد
جلال السيد

ظنت إسرائيل أن كل طير يؤكل لحمه.. فاتخذت كعادتها خطوة خطيرة بعبور دبابة تحمل العلم الإسرائيلى معبر رفح الفلسطينى معتدية بذلك على السيادة المصرية واتفاقية كامب ديفيد وواجهت مصر الاستفزاز الإسرائيلى بكل تعقل وحكمة وحرصت على حق الشعب الفلسطينى على حقوقه خاصة بعد أن اجتاح العالم كله الغضب واستنكار المجازر الإسرائيلية ومحاولتها إبادة الشعب الفلسطينى وارتكاب جريمة الإبادة الجماعية فى قطاع غزة.

وأصبح العالم كله يؤمن ويستنكر جرائم إسرائيل ويؤيد الحق الفلسطينى فى حقه كى تكون له دولة مستقلة.. وفى خطوة سريعة أعلنت مصر التدخل رسميا لدعم الدعوى القضائية التى رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية للنظر فى انتهاكات إسرائيل وارتكابها جريمة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى وأن انضمام مصر لدعوى جنوب إفريقيا يأتى فى ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين كما أيدت مصر فى بيانها القرارات الصادرة من المحكمة الدولية لإدانة إسرائيل.. وبجانب هذه الضربة نجد أن مصر والدول العربية ومعظم دول العالم «١٣٤» دولة صوتت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح القرار الذى يعطى للفلسطينيين الحق فى عضوية الأمم المتحدة وحولت قرار الجمعية إلى مجلس الأمن ولم يبق من عائق أمام أهلية دولة فلسطين للعضوية إلا إذا استخدمت أمريكا حق الفيتو! واعتبرت مصر والعالم العربى صدور قرار الجمعية قرارًا تاريخيًا واعترافًا عالميًا بحق الشعب الفلسطينى فى دولة حرة بعد أن عانى ٧٠ عاما من الاحتلال الإسرائيلى وأصبحت القضية الفلسطينية على سطح الأحداث العالمية.
ونجد أنه لأول مرة تخرج أمريكا عن تأييدها الأعمى لإسرائيل وخطورة التصعيد الإسرائيلى الأخير من مجنون العصر نتن ياهو وتهديده للأمن القومى للمنطقة بأكملها وأعلنت أمريكا وقف مد إسرائيل بالأسلحة الحديثة وتأجيل صفقة بيع ١٥٠٠ من أسلحة الهجوم لإسرائيل بخلاف وقف صفقة بيع ١٠٠٠ من القنابل والصواريخ وتأتى هذه القرارات نتاج الجهود المصرية التى تتولاها منذ ٢٠٠ يوم فى مباحثات الهدنة ومحاولة وقف القتال وتصعيد الموقف فى المنطقة كلها. لقد أكد رجال السياسة فى العالم كله وقدموا إشادات بدعم مصر لجنوب إفريقيا أمام العدل الدولية كخطوة لفرملة انتهاكات إسرائيل.