خاركيف تكشف النقاب عن الفوضى في الخطط الأوكرانية الدفاعية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يكشف تقرير صادم من قائد وحدة استطلاعية أوكرانية خاصة عن فشل ذريع مكن القوات الروسية من اقتحام مدنية خاركيف الإستراتيجية دون أي مقاومة تذكر، إذ يصف كيف اجتاحت القوات الروسية المنطقة بسهولة شديدة، دون الاصطدام بأي حواجز أو حقول ألغام أو حتى خنادق للمشاة.

وفقًا لشهادة قائد الوحدة الاستطلاعية الخاصة الأوكرانية دينيس ياروسلافسكي، لم تواجه القوات الروسية أي مقاومة تذكر أثناء اقتحامها لخاركيف، فقد عرض الضابط الأوكراني لقطات جوية أظهرت مجموعات من الجنود الروس يعبرون الحدود إلى المنطقة دون أن يصادفوا أي حواجز أو حقول ألغام.

وبحسب روايته الصادمة، بدا الأمر وكأن القوات المسلحة الأوكرانية تناولت تحذيرات استخباراتها بشكل مستهتر، إن لم يكن هناك تواطؤ وخيانة متعمدة لتسهيل الاجتياح الروسي. 

 

اعترافات قاسية بالفشل

اضطر ياروسلافسكي إلى الاعتراف بأن ادعاءات كييف ببناء تحصينات دفاعية قوية على طول الخطوط الأمامية كانت مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة، فبدلاً من الاستعدادات المزعومة، لاحظ الجنود الأوكرانيون غياب تامًا لأي إجراءات وقائية في وجه الزحف الروسي، سواء منصات للمدفعية أو حقول ألغام أو حتى خنادق للمشاة.

ووصف هذا الفشل الذريع بأنه لم يكن نتيجة عجز أو قصور، بل كان "خيانة" واضحة لمصالح البلاد ومقاتليها.

 

سقوط أراضٍ واسعة 

أعلنت وزارة الدفاع الروسية بالفعل السيطرة على 9 مناطق سكنية في خاركيف خلال الأيام القليلة الماضية، في حين تتواصل المعارك العنيفة حول عدة قرى وبلدات أخرى، بما في ذلك مدينة فولتشانسك الاستراتيجية، كما كشفت مصادر العسكرية الروسية عن تكبد قوات كييف خسائر فادحة تشمل مئات الجنود والعربات المدرعة والمدفعية، بالإضافة إلى أنظمة صواريخ أرض-أرض متطورة أتت من دول غربية حليفة لأوكرانيا. 

 

مكاسب صاعقة غير متوقعة

لاحظت شبكة بي بي سي البريطانية أن المكاسب المفاجئة للجيش الروسي في منطقة خاركيف أسفرت عن "ابتلاع" ما يقرب من 100 كيلومتر مربع من المساحة الأوكرانية، مشيرة إلى أن هذا التقدم السريع حصل في أيام قليلة، في حين استغرق تحقيق نفس المستوى من التوغل أشهرًا كاملة في مناطق أخرى من شرق أوكرانيا.

وربطت التقارير هذا الاختراق غير المتوقع بقرب خاركيف من الأراضي الروسية، حيث كانت تشكل المنطقة معقلاً للهجمات الصاروخية الأوكرانية العابرة للحدود على إقليم بلجورود الروسي.

 

تلميحات بإجراءات عقابية

مع توالي أنباء انتصارات الجيش الروسي في خاركيف، بدأت تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين تتضمن تلميحات حول إمكانية فرض "حزام أمني" على الأراضي الأوكرانية المجاورة للحدود الروسية.

ويُفسر هذا التهديد على نطاق واسع بأنه تحذير لكييف بشأن احتمال إجراءات انتقامية واسعة النطاق ردًا على الهجمات الصاروخية المستمرة التي تطلقها أوكرانيا على المقاطعات الحدودية مثل بلجورود، ولم تستبعد موسكو فكرة السيطرة الكاملة على مناطق أوكرانية إستراتيجية لمنعها من استخدامها كقواعد لشن هجمات ضد روسيا.