صباح الفن

مفاجأة «السرب»

انتصار دردير
انتصار دردير

فى أولى حفلات عرضه بالسينما ذهبت لأشاهد فيلم «السرب»، واخترت وقت الظهيرة تجنبا  للزحام، وهو توقيت لا يشهد سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليد من الجمهور، وفى كثير من الأحيان أجد نفسي «المتفرج الوحيد فى قاعة العرض»، غير أننى فوجئت هذه المرة بحضور جمهور من مختلف الفئات، شباب وعائلات بشكل غير معتاد،  ومع نهاية الفيلم، وبينما سرب الطائرات يحلق عائدا لمصر بعد نجاح ضباط القوات الجوية فى أداء مهمتهم علا تصفيق الحضور وتواصل حتى نهاية تترات الفيلم..

لم تكن هذه هى المفاجأة الوحيدة، فقد تواصل نجاح الفيلم فى أسبوع عرضه الأول ليتصدر أعلى الإيرادات متجاوزا أفلام الأكشن والكوميديا، محققا نحو 18 مليون جنيه، برغم عرضه فى توقيت امتحانات نهاية العام، لكنه أيضا واكب احتفالات المصريين بعيد القيامة المجيد وهو توقيت مهم، هذا النجاح الجماهيرى الذى تحقق يعكس شغف الجمهور بهذه الأفلام التى تجعله يشعر بالفخر ويزيد من قوة انتمائه، مثلما يعكس أهمية العمل الذى جمع بين الرؤية الدرامية والواقعة الحقيقية، ومزج بين شخصيات أضافها المؤلف عمرعبد الحليم وبين شخصيات حقيقية.

جمع الفيلم حشدا من النجوم سواء بأبطاله أو بضيوف الشرف الذين ظهروا فى مشاهد معدودة، وقد عبروا بأداء صادق وفهم لطبيعة أدوارهم، فقد تحمل السقا عبء مشاهد الأكشن، وبرع محمد ممدوح فى شخصية أمير داعش، وشريف منير فى شخصية قائد القوات الجوية، وقدم عمرو عبد الجليل واحدا من أجمل أدواره، كما عبرت عارفة عبد الرسول بمشاهد قليلة عن الأم التى تترقب عودة ابنها فتصدم بالغدر به وبزملائه، وسجل المخرج أحمد نادر جلال بهذ الفيلم قدرته على تقديم هذه النوعية من الأفلام الحربية.

يعد «السرب» الذى صدر تحت مظلة الشركة المتحدة وبإنتاج سينرجي، أحد الأفلام الحربية الهامة التى عرضت لبطولة القوات المسلحة المصرية بالثأر من تنظيم داعش الإرهابى بعد إقدامه على ذبح 20 مصريا قبطيا خلال عملهم فى ليبيا عام  2015 ، وكان رد الفعل المصرى أقوى ما يكون والذى يتردد صداه بالفيلم بصوت الرئيس عبد الفتاح السيسى وهو يعبر بإصرار «إن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد بالأسلوب والتوقيت المناسبين للقصاص من القتلة»، وقد جاء رد الفعل ضربة قوية للإرهاب وعبرة لكل من يستحل دماء المصريين.