بعد احتلال إسرائيل الجانب الفلسطينى لمعبر رفح

الأمم المتحدة: مخزون الوقود يكفى يومـًا واحدًا.. وتحذيرات من «كارثة إنسانية»

جيش الاحتلال الإسرائيلي
جيش الاحتلال الإسرائيلي

حماس تقصف حشـودًا عسكـــــــــــــرية عنـد «كـرم أبـو سالم»

الأراضى المحتلة (غزة) - وكالات الأنباء

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، أنه يسيطر على الجانب الفلسطينى من معبر رفح من الجانب الفلسطينى وأن قواته تفتش المنطقة. وقال جيش الاحتلال: «فى الوقت الحالى لدينا قوات خاصة تقوم بمسح المعبر.. لدينا سيطرة على المنطقة والمعابر الأخرى ولدينا قوات خاصة تقوم بمسح المنطقة». وأوضح: «نحن نتحدث فقط عن الجانب الغزاوى من معبر رفح».

وأعاد الجيش تأكيد أن هدف العملية هو القضاء على البنية التحتية لحركة حماس، مشيرا إلى أنه قبل العملية، شجّع السكان فى منطقة شرق رفح على الإخلاء موقتا إلى المنطقة الإنسانية. ووزّع الجيش مقطع فيديو يظهر دخول دبابة إسرائيلية المعبر حيث زرع علم إسرائيلى وتتقدّم فى المنطقة الخالية. وزعم الجيش الإسرائيلى أن «قواته البرية وطائراته المقاتلة قصفت أهدافًا تابعة لحركة حماس فى منطقة رفح ودمرتها، بما فى ذلك هياكل عسكرية وبنية تحتية تحت الأرض تعمل منها حماس فى منطقة رفح».

فى غضون ذلك، منعت إسرائيل الأمم المتحدة من الوصول إلى معبر رفح فى قطاع غزة، حسبما أكد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية . وقال ينس لايركه فى مؤتمر صحفى من جنيف إن مخزون الأمم المتحدة من الوقود المخصص للعمليات الإنسانية لا يكفى إلا ليوم واحد فى قطاع غزة المحاصر. وأوضح «لسنا موجودين حاليا عند معبر رفح لأن (مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية) رفض السماح لنا بالوصول إلى هذه المنطقة» وهى نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية. وأضاف «قيل لنا إنه لن يسمح بعبور الموظفين والسلع دخولا أو خروجا فى الوقت الراهن. وهذا يؤثر بشكل هائل على مخزوننا».

وأضاف: «لدينا مخزون ضئيل للغاية، يكفى ليوم واحد تقريبا» موضحا أن الوقود يدخل عبر رفح فقط. وأوضح: «الطريقان الرئيسيان لإدخال المساعدات إلى غزة معطلان راهنا» فى إشارة إلى معبر رفح مع مصر ومعبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة. وأكد المتحدث باسم هيئة المعابر فى غزة أن «الاحتلال الإسرائيلى يحكم على سكان القطاع وعلى مرضى السرطان بالموت فى ظل انهيار المنظومة الصحية بعد إغلاقه معبر رفح».

كما حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، من استمرار توقف دخول المساعدات إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح الحدودي.

وقالت فى بيان إن «استمرار توقف دخول المساعدات وإمدادات الوقود عند معبر رفح، سيوقف الاستجابة الإنسانية الحرجة فى جميع أنحاء قطاع غزة تزامنا مع إعلان إسرائيل سيطرتها على الجانب الفلسطينى من معبر رفح».

وأضافت: «إن الجوع الكارثى الذى يواجهه الناس، ولا سيما فى شمال غزة، سيزداد إذا انقطعت طرق الإمداد هذه».
وأكد المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن احتلال قوات الاحتلال الإسرائيلي، لمعبر رفح البرى والتهديد بتهجير المواطنين من مراكز الإيواء ومراكز سكنهم، ومنع موظفى الأمم المتحدة من دخول قطاع غزة «هى جرائم حرب»، يجب أن تحاسب عليها دولة الاحتلال.

وطالب أبو ردينة الإدارة الأميركية بالتدخل الفورى لمنع قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلى باجتياح رفح وتهجير المواطنين منها، خاصة أن معظمهم من النازحين من شمال ووسط القطاع جراء حرب الإبادة التى يتعرضون لها منذ أشهر طويلة، وسط صمت دولى غير مقبول. وأضاف أن «معبر رفح البرى وباقى أراضى قطاع غزة هى أرض فلسطينية محتلة وفق قرارات الشرعية الدولية».

جاء ذلك فيما توالت ردود الفعل الدولية المنددة بسيطرة الاحتلال على معبر رفح. وحضّت الصين إسرائيل على «وقف مهاجمة رفح» والاستجابة لمطالب المجتمع الدولى و»بذل كل ما فى وسعها لتجنب كارثة إنسانية أكثر خطورة فى قطاع غزة».

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان «تدعو الصين إسرائيل إلى الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، ووقف مهاجمة رفح، وبذل كل ما فى وسعها لتجنب كارثة إنسانية أكثر خطورة فى قطاع غزة».

وأعربت بكين عن «قلقها البالغ من مباشرة إسرائيل عملية عسكرية برية على رفح».. وقال جودت يلماز نائب الرئيس التركى أمس إن شن إسرائيل عملية فى مدينة رفح بقطاع غزة يمثل جريمة حرب إسرائيلية جديدة.

وأضاف يلماز على منصة إكس «بشن هجوم برى على رفح بعد يوم واحد فقط من موافقة حماس على مقترح قطر ومصر لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار، ترتكب إسرائيل جريمة حرب جديدة بالإضافة إلى تلك التى ترتكبها فى الأراضى الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر».

وأشار جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبي، أمس، إلى أنه من المرجح أن يؤدى الهجوم الإسرائيلى على رفح إلى سقوط مزيد من الضحايا المدنيين، مضيفا أن إسرائيل تشنه رغم التحذيرات من الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة.

وقال بوريل للصحفيين «الهجوم على رفح بدأ مجددا رغم كل طلبات المجتمع الدولى والولايات المتحدة والدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبي، والجميع يطلب من (رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين) نتنياهو عدم الهجوم». وتابع قائلا «أخشى أن يتسبب هذا مرة أخرى فى سقوط الكثير من الضحايا، بين المدنيين»، مضيفا «لا توجد مناطق آمنة فى غزة».

وميدانيـًا، قالت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها قصفت بمنظومة الصواريخ «رجوم» قصيرة المدى حشودا لقوات الاحتلال فى موقع كرم أبو سالم العسكري.

وأوضحت الكتائب أنها قصفت حشودا للاحتلال شرق مدينة رفح بمنظومة صواريخ «رجوم» قصيرة المدى عيار 114 ملليمترا. كما أعلنت الكتائب أنها استهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية بقذيفة «الياسين 105» مؤكدة اشتعال النيران فيها، كما اشتبكت مع جنود إسرائيليين تحصنوا داخل بناء بالقرب من الدبابة فى حى الشوكة شرق مدينة رفح جنوبى قطاع غزة.

يأتى ذلك فيما شن الجيش الإسرائيلى غارات على رفح فى أقصى جنوب قطاع غزة المحاصر. استشهد 21 مواطنا، بينهم أطفال ونساء، فجر أمس، فى قصف الاحتلال لمناطق متفرقة فى قطاع غزة، غالبيتهم من مدينة رفح. وقالت مصادر طبية، إن 20 شهيدا وعشرات الإصابات وصلت مستشفى الكويت التخصصى فى رفح.

وارتفعت حصيلة الشهداء فى قطاع غزة إلى 34789 شخصا غالبيتهم من المدنيين منذ اندلاع الحرب فى 7 أكتوبر الماضي، حسبما أعلنت وزارة الصحة فى القطاع. وأكدت الوزارة فى بيان «وصل للمستشفيات 54 شهيدا و96 اصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية» حتى صباح أمس، مشيرة الى أن العدد الإجمالى للمصابين بلغ 78204 منذ بدء المعارك قبل سبعة أشهر. وأوضحت «ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم».