«الأمراض المُميتة» تطارد سكان غزة بسبب جبال القمامة المتراكمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تُفاقم مشكلة النفايات المتزايدة في قطاع غزة معاناة النازحين، الذين يضطرون للعيش في ظروف قاسية نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 7 أشهر على التوالي، مما يعرض حياتهم اليومية لمخاطر صحية وبيئية جسيمة بسبب التلوث الناجم عن جبال القمامة المتراكمة.

وتتناثر النفايات بشكل كبير في جميع أنحاء قطاع غزة، سواء في المناطق العامة أو على جوانب الطرقات، الأمر الذي يعكس الواقع المرير الذي يعيشه أهالي غزة بعد الحرب الإسرائيلية التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي.


أزمة النفايات بعد الحرب 

وأعرب فلسطيني يُدعى أبو محمد، وهو من سكان منطقة الزوايدة وسط القطاع، عن معاناته عبر قناة "العربية"، حيث أشار إلى أن منزله يقع بالقرب من مكب النفايات الذي يبعد حوالي 100 إلى 150 مترًا عن منزله. 

ويعاني أبو محمد وأسرته من مشاكل مياه الصرف الصحي والنفايات المحيطة بالمنطقة، بالإضافة إلى الحشرات التي انتشرت بشكل كبير والتي لم يسبق لهم مواجهتها من قبل، مثل أنواع جديدة من البعوض والحشرات ذات الأحجام المختلفة.

وأكد أبو محمد، أن هذه المشاكل كانت غير موجودة من قبل الحرب، قائلاً: "كان هذا الشارع فارغ تمامًا ولم نواجه مثل هذه المعاناة من قبل، حيث كانت البلدية نشطة في السابق، ولكن بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية، توقفت عن العمل"، وبعد ذلك بدأت النفايات تتراكم وتنتشر، مما أدى إلى انتشار الأمراض بين الأطفال بشكل كبير، مثل البثور الجلدية والطفح الجلدي وذلك بسبب التلوث المحيط بالمنطقة".

وأشار أيضًا، إلى أنه رأى العديد من الحالات، بما في ذلك ابنه الذي كان يعاني من الحمى، موضحًا أن طبيب العيادة الذي ذهب له بابنه المريض، قال له إن ذلك ناتج عن التلوث الموجود في المنطقة.


كارثة النفايات.. روائح كريهة وأمراضٌ خطيرة تهدد السكان

ونظرًا للظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة نتيجة للعدوان الإسرائيلي على غزة منذ نحو سبعة أشهر متتالية، لم تقدر فرق البلدية على الوصول إلى المواقع المكدسة بالنفايات، مما أدى إلى تفاقم المشكلة وتناثر النفايات في كل اتجاه، مما يزيد من العبء على الأهالي ويعرض صحتهم وسلامتهم للخطر.

وتسبب انتشار النفايات في قطاع غزة في انتشار الروائح الكريهة وجذب أنواع مختلفة من الحشرات، مما أدى إلى انتشار أمراض خطيرة بين الأطفال والكبار على حد سواء. 

فيما حذرت وكالات الإغاثة من أن معظم سكان قطاع غزة لا يحصلون على مياه شرب نظيفة، وأن خدمات الصرف الصحي غير فعالة تمامًا، مما أدى إلى انتشار أمراض مثل الإسهال والتهاب الكبد الوبائي "أ" وغيرها من الأمراض المعدية بشكل كبير.