فى الصميم

ديمقراطية الغرب.. آخر ضحايا إسرائيل!!

جلال عارف
جلال عارف

ليست الخسائر السياسية والاقتصادية فقط هى ما تتكبده دول الغرب بسبب الصمت على جرائم إسرائيل أو التواطؤ معها. الخسائر الأخلاقية قد تكون أكبر وأخطر، واللجوء للمعايير المزدوجة فى التعامل مع الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل ينزع المصداقية لحد كبير عن نموذج الديمقراطية الغربية ويثير الشكوك لدى شعوبها فى سياسات تخون كل المبادئ وتتخلى عن ميزان العدالة حين يتعلق الأمر بجرائم إسرائيل!!


مظاهرات الاحتجاج التى اجتاحت الجامعات فى أمريكا وأوربا لن تكون الأخيرة ولن تظل داخل أسوار الجامعات. المجتمع كله يزداد إدراكه للحقيقة، ومعرفته بجرائم إسرائيل، وإدانته للصمت أو التواطؤ على ذلك. وفى المقابل يزداد خوف بعض حكومات الغرب من الحقيقة وتحاول المستحيل لكى لا تنفضح أكاذيب الصهيونية.. آخر مظاهرات الاحتجاج كانت بالأمس فى بريطانيا وكانت احتجاجاً على منع طبيب مرموق يحمل الجنسية البريطانية من دخول فرنسا وقبلها ألمانيا. والسبب أنه «غسان أبو ستة» الفلسطينى الأصل والهوية، وأن فلسطين حاضرة معه.. وهذا يخيف المتواطئين مع إسرائيل أينما كانوا!!


غسان أبو ستة الذى قضى فى غزة حوالى شهر ونصف لإنقاذ الضحايا فى حرب الإبادة، عاد بعدها إلى عمله فى بريطانيا ليتم اختياره رئيساً لجامعة جلاسجو الاسكتلندية، كان ذاهباً إلى فرنسا ليشارك فى ندوة بمجلس الشيوخ الفرنسى، فتم احتجازه فى المطار ومنعه من دخول فرنسا بسبب قرار بحظر دخوله دول الاتحاد الأوربى أصدرته ألمانيا التى سبق أن منعته فى الشهر الماضى من المشاركة فى مؤتمر دعى إليه ليتحدث عن تجربته الطبية فى غزة!!


يتزامن ذلك مع الإعلان عن استشهاد الطبيب الفلسطينى البارز «عدنان البرش» داخل أحد سجون إسرائيل المتهمة بقتله فى الأسر بعد شهور من اعتقاله وهو يؤدى واجبه فى إنقاذ ضحايا الإبادة الإسرائيلية. ليصل الضحايا من الأطباء والطواقم الطبية إلى حوالى خمسمائة شهيد.
الدكتور «أبو ستة» كتب بعد منعه من دخول فرنسا «أوربا تسكت شهود الإبادة الجماعية، بينما تقتلهم إسرائيل فى السجون».. لكن العالم يتغير، والحقائق تجد طريقها للشعوب، والأجيال الجديدة لا تخضع لابتزاز صهيونى. وجرائم الحرب لن تمضى بغير حساب!