إنها مصر

التحية لأهالى سيناء

كرم جبر
كرم جبر

أهالى سيناء وشيوخها وعواقلها وشبابها ونساؤها.. عهدناهم فى الظروف الصعبة رجالًا وأبطالًا فى ظهر جيش الوطن، النصر نصرهم والخير خيرهم، والإرهاب كان يستهدفهم، ولا يفرق بين مدنى وعسكرى، ولا بين من يرتدى الزى العسكرى والعقال السيناوى.


وقفت مصر كلها على قلب رجل واحد، وراء رئيسها وجيشها وشرطتها، وقدمت أبطالًا أبرارًا من زهرات شبابها، نحتسبهم عند الله شهداء، دفعوا حياتهم دفاعًا عن وطنهم، ضد معتدٍ غادر ليس له وطن ولا أرض، وقدموا أرواحهم من أجل أن نعيش، ونأمن على مستقبل بلدنا وأولادنا وأحفادنا، مستقبل بلا خوف ولا عنف ولا إرهاب.


وعهدناهم أوفياء وشجعانا فى الحرب ضد الإرهاب، لتطهير تراب الوطن من أسوأ غزاة فى التاريخ، جاءوا للأرض الطيبة من مستنقعات الدم والنار، رافعين رايات الإرهاب السوداء، طامعين فى أن يجعلوا أرض الفيروز، ساحة للقتل والاغتيالات، تدعمهم جماعة الإخوان الإرهابية، التى وفرت للإرهابيين كل صفوف الدعم، فى عام حكمهم الأسود.
كان أبناء سيناء الداعم الاستراتيجى فى مطاردة الإرهابيين فى الجحور، التى تتلوى كالثعابين تحت الأرض، وكانت تحمل لأرضنا الطيبة القنابل والمتفجرات، وكانت مصر كلها واثقة أن النصر قادم، وترتفع الأعلام والرايات احتفالًا بتطهير كل شبر من بقايا الإرهاب، لنزرعها ونعمرها ونحفرها ترعًا وأنهارًا، وليس بركًا للدماء، ولتكون بوابة الخير التى هلت منها بشائر الإسلام، دين السلام والمحبة والعدل.
كانوا دروعا قوية فى معركة هى معركتهم بالدرجة الأولى، فالأرض أرضهم والوطن وطنهم، والإرهاب يستهدفهم قبل أى شىء، ويريد أن يزرع أرضهم بالقنابل والمتفجرات، بدلًا من أعواد القمح وأغصان الزيتون، واشتدت المواجهة بين صناع الحياة ومحترفى الموت.
وكانت معركة الوطن كله وفى القلب أبناء سيناء ، لتخليص مصر من وباء غريب عليها وعلى تسامح شعبها، وعلى ميثاق أهلها بالتعايش السلمى ونبذ العنف وكراهية القتل والدم، وإشاعة الوسطية والاعتدال والسلمية.
كنا ندرك أن المؤامرة كبيرة والإغراءات مذهلة، وفشلت قوى الشر فى استقطاب عدد من شبابهم بعد أن حاولوا ملء عقولهم بأفكار إرهابية، أخطر من الكلاشنكوف والسيارات المفخخة، فسيناء مستهدفة فى شبابها، وهدف استراتيجى تحاك ضده مؤامرة خارجية.
عهدناهم رجالًا شجعانًا وسندًا ودعمًا وعونًا للقضايا الوطنية، ووقفوا خلف قواتنا المسلحة بعد حرب 1967، وتصدوا للمؤامرة الإسرائيلية الكبرى لتدويل سيناء، وأصروا على الحفاظ على هويتها المصرية، وأفشلوا المخططات التآمرية، وكافأ الله الوطن كله بالانتصار العظيم فى حرب أكتوبر، لينعم أهالى سيناء بالعودة لأحضان الوطن.
هم على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالخير، بأيديهم وأموالهم واستثماراتهم، تدعمهم الدولة بنصيبهم العادل من المشروعات الكبرى والمدن الجديدة والمزارع والمصانع وسائر الخدمات، بعد أن ضحى أبناؤها كثيرًا، وارتفع صوتهم عاليا: سيناء مصرية وستظل مصرية.