كنوز مصر المنسية | عمرها أكثر من 2000 عام.. حكاية معبد التماسيح بطهنا الجبل

معبد التماسيح
معبد التماسيح

■ كتب: حمد الترهوني

تحظي محافظة المنيا بالعديد من المناطق الأثرية الهامة، والتي تمثل حقب زمنية مختلفة، إلا أن البعض منها ما زال يبحث عن الزائرين، والبعض الآخر غير مدرج بالخريطة السياحية لاستقبال الوفود السياحية لكونها قرية تجمل معالم وجمال الطبيعة.

تقع قرية "طهنا الجبل" شرق نهر النيل بزمام مركز المنيا وتبعد عن المحافظة، وهي أهم المناطق السياحية وتقع على بعد 13 كيلومترات شمال شرق مدينة المنيا، ويرجع تاريخها إلى عصر الدولة الفرعونية القديمة والعصر اليوناني، وكانت تسمى المدينة قديمًا بإسم (أكوارس) ومن بقايا آثارها وأهمها معبد نيرون الذي كان مخصص لعبادة الإله سوبك إله الخصوبة والسلطة والقوة العسكرية والذي يأخذ شكل التمساح ولذا نجد بعض التماسيح المحنطة موجودة ببقايا المعبد وتجد أحد أهم وأبرز المعابد الأثرية التي تخطى عمرها الـ 2000 سنة.

أغرب المعابد الأثرية

يعد معبد نيرن من أغرب المعابد الأثرية في صعيد مصر فيتكون من 3 طوابق، ويُحيط به أطلالا للمدينة قديمة في مشهد فريد من نوعه، غير أن به غرفة تضم عددًا من التماسيح المحنطة التي تجذب الأنظار.

برغم أن المعبد الموجود في طهنا الجبل قليل الحظ من الزيارات السياحية نظرًا لعدم تمهيد طريقه أسوة بالمناطق الأثرية بجنوب المحافظة كتل العمارنة وتونا الجبل وبني حسن الشروق، ولم يُدرج بجداول الزيارات لكنه يظل فريدًا من حيث طوابقه ومحتواه.

◄ اقرأ أيضًا | زاهي حواس: أنا ضد الأفراح والأغاني الملاح التي تتم في منطقة الهرم| خاص

بني المعبد في عصر الدولة الوسطى لأحد أباطرة الرومان الملك "نيرون" ذلك الملك الذي جاء لمصر ووجد شعبها متدينًا فقرر أن يبني عددًا من المعابد باسمه، وكان أبرزهم معبده فوق سفح الجبل الشرقي بالمنيا، ليظل شامخًا وبحالة جيدة حتى الآن، ولازالت العديد من الأبحاث والبعثات تجرى حوله.

وفور دخولك لمحيط المعبد الذي يقع على مسافة قريبة من منازل الأهالي تجد كميات كبيرة من بقايا الفخار، الذي استخدمه القدماء في تخزين الغلال والأطعمة المختلفة، ومازالت بقاياه تكسو الأرض، وتجد بعدها درجات سلالم ضخمة مصنوعة من الحجارة الكبيرة تقودك إلى أعلى.

المعبد جرى نحته في الجبل الصخري وفي الطابق الأول صالة كبيرة تبلغ مساحتها 20 مترًا، بها 8 أعمدة وصوامع للغلال محفورة في الأرض، ثم صالة بها بابا يصل بك إلى قدس الأقداس، ومقصورة للآله حتحور، وبعض الآبار للدفن، ويتوسط الحائط الجنوبي لصالة الأعمدة باب يؤدي للأجزاء الداخلية، التي تتكون من 4 غرف منحوته في الصخر، و 4 مقابر من اليمين من المعبد.

تتزين جدران معبد نيرون وسقف الطابقين الثاني والثالث بالنقوش الفرعونية، فيما تجد أمام مدخله الأعمدة التاريخية ذات الشكل المميز لازالت شامخة، بينما تعاني درجات السلالم من كسور متعددة.

ويضم المتحف غرفة التماسيح أو كما يُطلق عليها غرفة الآله "سوبك" هي أكثر ما يميز المعبد، وتضم التماسيح المحنطة بأحجام كبيرة.