148 سقطة وخطأ.. تقرير يثير تساؤلات حول قدرة بايدن على إكمال ولايته الثانية

الرئيس الأمريكي جو بايدن
الرئيس الأمريكي جو بايدن

في تقرير مثير للجدل نشره موقع "ديلي كولر" الإخباري، تبين أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد ارتكب عدداً كبيراً من الهفوات والأخطاء في تصريحاته العامة هذا العام وحده، مما اضطر مساعديه إلى تصحيحه 148 مرة على الأقل.

جاء هذا التحليل بعد مراجعة دقيقة لنصوص البيت الأبيض الرسمية المتعلقة ببيانات بايدن وخطاباته ومواجهاته الصحفية، والتي تمت فيها تصحيحات لاحقة من قبل الموظفين. ويشير التقرير إلى أن بايدن سجل متوسطاً يزيد عن هفوة واحدة (1.3) يومياً منذ بداية عام 2024 حتى الآن.

تنوعت هذه التصحيحات لتشمل مجموعة واسعة من الأمور، بدءاً من تصويب الأخطاء الواقعية البسيطة التي وقع فيها الرئيس، مروراً بإضافة كلمات أو عبارات كان ينبغي عليه تضمينها في تصريحاته لتوضيح المعنى المقصود، ووصولاً إلى تغيير المعنى الكامل لبعض تعليقاته بشكل جذري.

فعلى سبيل المثال، عندما قال بايدن إن "كل الأمريكيين" صوتوا ضد خطة الإنقاذ الأمريكية التي أطلقتها إدارته، كان المقصود هو "كل الجمهوريين".

وفي حالة أخرى، قال إن التهديد الذي يواجه الديمقراطية يجب "الدفاع" عنه، بينما الكلمة الصحيحة التي كان يجب استخدامها هي "هزيمة".  

كما تضمنت الأخطاء التي وقع فيها بايدن ادعاءات واقعية خاطئة، مثل قوله إن 720 مليون أمريكي، أي أكثر من ضعف عدد سكان الولايات المتحدة، قد تلقوا لقاحات فيروس كورونا المستجد.

وفي مناسبة أخرى، أثناء مواجهة مع الجمهوريين الذين كانوا يضغطون عليه ليذكر اسم امرأة من ولاية جورجيا قُتلت على يد مهاجر غير شرعي، أخطأ في ذكر اسمها، حيث دعاها "لينكولن" بدلاً من لاكين. كما وصف كبار السن الذين يعانون من إعاقات بأنهم يعانون من "داء السكري".

وأشار تقرير "ديلي كولر" إلى أنه لم يتم احتساب العديد من التصحيحات التي لم تغير المعنى الأساسي لتصريحات بايدن، مثل إضافة حرف "س" في نهاية الاسم الجمع، أو إدراج كلمة ضرورية لتوضيح المقصود. كما لم يشمل التحليل أية تغييرات أو تصحيحات لم يتم وضع علامة واضحة عليها في النصوص الرسمية الصادرة عن البيت الأبيض، أو أي أخطاء يبدو أن المسؤولين حاولوا التستر عليها.

ولعل أبرز مثال على ذلك ما حدث الأسبوع الماضي، عندما كان بايدن يلقي خطاباً في مؤتمر بالعاصمة واشنطن، ففي لحظة غريبة، قرأ الرئيس بصوت عالٍ تعليمات موجهة إليه على شاشة العرض الإلكترونية أمامه، حيث قال: "تخيل ماذا يمكننا أن نفعل بعد ذلك، أربع سنوات أخرى، توقف".

لم تتضمن النسخة الأولية للنص الذي أصدره البيت الأبيض كلمة "توقف"، وفقاً لما ذكره تقرير "ديلي كولر"، قبل أن يتم تحديثها لاحقاً لتشمل هذه الهفوة الغريبة.  

لا شك أن مثل هذه الهفوات العقلية المتكررة التي يقع فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي تتراوح بين الأخطاء البسيطة وتشويه الحقائق، قد أثارت تساؤلات خطيرة حول مدى لياقته البدنية والعقلية لشغل أعلى منصب سياسي في العالم، خاصة وأنه يسعى للحصول على ولاية ثانية مدتها أربع سنوات أخرى.

بايدن، الذي يبلغ من العمر الآن 81 عاماً، سيكون قد بلغ سن 86 عاماً بنهاية الولاية الثانية إن فاز، ما يجعله أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة على الإطلاق، ولعل هذا ما دفع 72% من الناخبين الأمريكيين، بمن فيهم أكثر من نصف الديمقراطيين أنفسهم، للموافقة في استطلاع للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" الشهر الماضي على أن بايدن كبير السن جداً لدرجة تجعله غير قادر على أداء مهامه كرئيس بشكل فعال.