آخر صفحة

حامد عز الدين يكتب: مكالمة هاتفية «مفاجئة» من البروفيسور شولتس!

   حامد عزالدين
حامد عزالدين

في رحلة عودتي أنا وابني الأصغر هاني من رحلتي العلاجية «غير الحاسمة» بمستشفى «إيني» بمدينة هانوفر الألمانية التابعة للمعهد الدولي لعلم الأعصاب، كان شغلي الشاغل هو تخفيف حدة الإحباط المقترن بالغضب لدى هاني الشاب المنفعل الممتلئ حماسة، الذي اعتبر أننا تعرضنا لعملية «ضحك على الدقون»، بعدما أنفقنا كل هذه الأموال دون أن يتحقق ما كان يحلم هو به من أن أستعيد أنا القدرة على السير كما كنت قبل الوعكة الصحية. وأخذ هاني علي أنني لم أبد أي امتعاض بعد الاجتماع الأخير مع رئيس المعهد وكبار الأطباء.

وهو كان يرى - بفعل حماسته - أن نطلب تعويضا عن التكلفة المادية التي تكلفناها على مدى أيام تلك الرحلة ما دمنا لم نتلق علاجا. فقلت له إنه يكفيني أن هناك وعدا بمزيد من التحاليل المتقدمة لعينات الدم الكثيرة التي تركناها لهم للتعرف على طبيعة الفيروس أو البكتيريا التي أدت إلى هذه الحالة التي لم يجدوا لها تفسيرا. وأضفت: يكفيني أنهم أكدوا أن الالتهاب الذي أدى إلى هذه الحالة قد اختفى وأن الباقي فقط أن تستعيد العضلات الحياة وتعاود النمو. 

وبعد العودة إلى القاهرة داومت على عمل جلسات علاج طبيعي مائي، وكنت فرحا ببعض التقدم الذي أشعر به كل أسبوع، وفجأة بعد انتهاء إحدى جلسات العلاج الطبيعي، فوجئت برقم على هاتفي النقال مسبوق بالكود الخاص بألمانيا، فقلت لهاني الذي كان يرافقني إلى جلسة العلاج الطبيعي، يبدو أن الجماعة في «إيني» لديهم جديد يا هاني. فتهللت أساريره، وأنا أتصل بالرقم الألماني المتكرر أكثر من أربع مرات. وبعدما أجريت الاتصال جاءني صوت رجالي خشن يبدأ بتعريفي بنفسه: أنا البروفيسور شولتس ! . 

قلت بفرحة ولهفة: يبدو أن لديك أخبارا مهمة يا بروفيسور.. وإلا لتركت مهمة الاتصال لرئيسة القسم الإداري بالمستشفى لإبلاغي بالنتيجة.. هات ما عندك. 

قال - بهدوء شديد - : الحقيقة أن كل التحاليل المتقدمة لعينات الدم الخاصة بك لم تأت بجديد لكنني فقط أتصل بك لأطلب أمرا آخر بصفة شخصية. 
قلت : تحت أمرك تفضل.. إنني أسمعك جيدا. 

قال: لقد نقلت الحوار الذي دار بيننا قبل أسابيع في المستشفى لصديق لي في جامعة هانوفر من أساتذة علم اللاهوت (علم دراسة الإلهيات دراسة منطقية، وقد اعتمد علماء اللاهوت المسيحيين على التحليل العقلاني لفهم المسيحية بشكل أوضح، ولكي يقارنوا بينها وبين الأديان أو التقاليد الأخرى، وللدفاع عنها في مواجهة النقد، ولتسهيل الإصلاح المسيحي). 

قلت: أي جزء من الحوار هو الذي نقلته إلى عالم اللاهوت . 

رد قائلا: سؤالك المثير عن العلم وهل هو خالق أم مخلوق، وردي عليك بأن العلم مخلوق، وهو ما بادرت بسؤالي بشأنه: إذن من خلق العلم، وتعريفك لمفهوم «الله» بأنه «واجب الوجود بذاته المعبود لصفاته». 

سألت: وما المطلوب مني تحديدا؟ 

رد قائلا: لقد طلب صديقي البروفيسور في علم اللاهوت، أن يتلقى المزيد من الشرح، وأن يعرف أكثر عن معنى وأهمية العلم في «القرآن الكريم»، وكيف تفهمون العلم بوصفكم المؤمنين بهذا الكتاب الذي نزل على رسول الإسلام محمد. لأنه اعتبر ما نقلته إليه هو إيضاح مختصر يستأهل المزيد . ولهذا طلب مني أن أطلب منك رسالة أكثر تفصيلا عبر البريد الإلكتروني في نحو 500 كلمة أو أكثر إذا وافقت على القيام بهذه المهمة. 

قلت: هذه مهمة يشرفني القيام بها.. وستجد رسالتي على البريد الإلكتروني خلال يومين على أقصى تقدير. 

رد على شاكرا ثم أنهى بسؤال للاطمئنان على حالتي.. فرددت قائلا باللغة العربية: الحمد لله . ثم بدأت أتحدث بالإنجليزية عن جلسات العلاج الطبيعي المائي. وكيف أنني أصبحت قادرا على قيادة سيارتي بنفسي بعد استعادة بعض الإحساس في القدمين بعد ما كنت غير قادر على ذلك مطلقا. 

فقال بسرعة: هذه أخبار مطمئة للغاية وتؤكد ما أبلغناك إياه بأن الكتلة الالتهابية التي تسببت في فقد الإحساس قد اختفت تماما. ووعد بأن تتحسن الأمور مع مرور الوقت وأوصى بمواصلة العلاج المائي. وأبلغني بأنه سوف يقوم بإرسال عنوانه على البريد الإلكتروني بمجرد انتهاء المكالمة على بريدي الإلكتروني الذي طلبه من إدارة المعهد. 

شعرت  في نفسي  بأن الكرة أصبحت في ملعبي، وأن تفسيري الكامل لقيمة العلم في القرآن الكريم، والفارق بين صفة العليم، وبين وصف العالم أو العلام، لابد أن تكتب بأسلوب بسيط شديد الوضوح ليس من أجل عالم اللاهوت فحسب، ولكن من أجل البروفيسور شولتس، الذي وضح مدى اهتمامه الشديد  بالموضوع، وأنه في حاجة إلى المزيد. 

في الأسبوع المقبل بمشيئة الله إن كان في العمر بقية، أواصل توضيح ما جاء في رسالتي للبروفيسور شولتس عبر البريد الإلكتروني.  في رحلة عودتي أنا وابني الأصغر هاني من رحلتي العلاجية «غير الحاسمة» بمستشفى «إيني» بمدينة هانوفر الألمانية التابعة للمعهد الدولي لعلم الأعصاب، كان شغلي الشاغل هو تخفيف حدة الإحباط المقترن بالغضب لدى هاني الشاب المنفعل الممتلئ حماسة، الذي اعتبر أننا تعرضنا لعملية «ضحك على الدقون»، بعدما أنفقنا كل هذه الأموال دون أن يتحقق ما كان يحلم هو به من أن أستعيد أنا القدرة على السير كما كنت قبل الوعكة الصحية. وأخذ هاني علي أنني لم أبد أي امتعاض بعد الاجتماع الأخير مع رئيس المعهد وكبار الأطباء. وهو كان يرى - بفعل حماسته - أن نطلب تعويضا عن التكلفة المادية التي تكلفناها على مدى أيام تلك الرحلة ما دمنا لم نتلق علاجا. فقلت له إنه يكفيني أن هناك وعدا بمزيد من التحاليل المتقدمة لعينات الدم الكثيرة التي تركناها لهم للتعرف على طبيعة الفيروس أو البكتيريا التي أدت إلى هذه الحالة التي لم يجدوا لها تفسيرا. وأضفت: يكفيني أنهم أكدوا أن الالتهاب الذي أدى إلى هذه الحالة قد اختفى وأن الباقي فقط أن تستعيد العضلات الحياة وتعاود النمو. 

وبعد العودة إلى القاهرة داومت على عمل جلسات علاج طبيعي مائي، وكنت فرحا ببعض التقدم الذي أشعر به كل أسبوع، وفجأة بعد انتهاء إحدى جلسات العلاج الطبيعي، فوجئت برقم على هاتفي النقال مسبوق بالكود الخاص بألمانيا، فقلت لهاني الذي كان يرافقني إلى جلسة العلاج الطبيعي، يبدو أن الجماعة في «إيني» لديهم جديد يا هاني. فتهللت أساريره، وأنا أتصل بالرقم الألماني المتكرر أكثر من أربع مرات. وبعدما أجريت الاتصال جاءني صوت رجالي خشن يبدأ بتعريفي بنفسه: أنا البروفيسور شولتس ! . 

قلت بفرحة ولهفة: يبدو أن لديك أخبارا مهمة يا بروفيسور.. وإلا لتركت مهمة الاتصال لرئيسة القسم الإداري بالمستشفى لإبلاغي بالنتيجة.. هات ما عندك. 

قال - بهدوء شديد - : الحقيقة أن كل التحاليل المتقدمة لعينات الدم الخاصة بك لم تأت بجديد لكنني فقط أتصل بك لأطلب أمرا آخر بصفة شخصية. 

قلت : تحت أمرك تفضل.. إنني أسمعك جيدا. 

قال: لقد نقلت الحوار الذي دار بيننا قبل أسابيع في المستشفى لصديق لي في جامعة هانوفر من أساتذة علم اللاهوت (علم دراسة الإلهيات دراسة منطقية، وقد اعتمد علماء اللاهوت المسيحيين على التحليل العقلاني لفهم المسيحية بشكل أوضح، ولكي يقارنوا بينها وبين الأديان أو التقاليد الأخرى، وللدفاع عنها في مواجهة النقد، ولتسهيل الإصلاح المسيحي). 

قلت: أي جزء من الحوار هو الذي نقلته إلى عالم اللاهوت . 

رد قائلا: سؤالك المثير عن العلم وهل هو خالق أم مخلوق، وردي عليك بأن العلم مخلوق، وهو ما بادرت بسؤالي بشأنه: إذن من خلق العلم، وتعريفك لمفهوم «الله» بأنه «واجب الوجود بذاته المعبود لصفاته». 

سألت: وما المطلوب مني تحديدا؟ 

رد قائلا: لقد طلب صديقي البروفيسور في علم اللاهوت، أن يتلقى المزيد من الشرح، وأن يعرف أكثر عن معنى وأهمية العلم في «القرآن الكريم»، وكيف تفهمون العلم بوصفكم المؤمنين بهذا الكتاب الذي نزل على رسول الإسلام محمد. لأنه اعتبر ما نقلته إليه هو إيضاح مختصر يستأهل المزيد . ولهذا طلب مني أن أطلب منك رسالة أكثر تفصيلا عبر البريد الإلكتروني في نحو 500 كلمة أو أكثر إذا وافقت على القيام بهذه المهمة. 

قلت: هذه مهمة يشرفني القيام بها.. وستجد رسالتي على البريد الإلكتروني خلال يومين على أقصى تقدير. 

رد على شاكرا ثم أنهى بسؤال للاطمئنان على حالتي.. فرددت قائلا باللغة العربية: الحمد لله . ثم بدأت أتحدث بالإنجليزية عن جلسات العلاج الطبيعي المائي. وكيف أنني أصبحت قادرا على قيادة سيارتي بنفسي بعد استعادة بعض الإحساس في القدمين بعد ما كنت غير قادر على ذلك مطلقا. 

فقال بسرعة: هذه أخبار مطمئة للغاية وتؤكد ما أبلغناك إياه بأن الكتلة الالتهابية التي تسببت في فقد الإحساس قد اختفت تماما. ووعد بأن تتحسن الأمور مع مرور الوقت وأوصى بمواصلة العلاج المائي. وأبلغني بأنه سوف يقوم بإرسال عنوانه على البريد الإلكتروني بمجرد انتهاء المكالمة على بريدي الإلكتروني الذي طلبه من إدارة المعهد. 

شعرت  في نفسي  بأن الكرة أصبحت في ملعبي، وأن تفسيري الكامل لقيمة العلم في القرآن الكريم، والفارق بين صفة العليم، وبين وصف العالم أو العلام، لابد أن تكتب بأسلوب بسيط شديد الوضوح ليس من أجل عالم اللاهوت فحسب، ولكن من أجل البروفيسور شولتس، الذي وضح مدى اهتمامه الشديد  بالموضوع، وأنه في حاجة إلى المزيد. 

في الأسبوع المقبل بمشيئة الله إن كان في العمر بقية، أواصل توضيح ما جاء في رسالتي للبروفيسور شولتس عبر البريد الإلكتروني.