فى إحدى محاضرات البابا الراحل شنودة الثالث، قال: إن الإنسان الذى لم يتمكن من السيطرة على عاداته وشهواته خلال أسبوع الآلام سيكون من الصعب عليه إتمام ذلك فى بقية أيام السنة، وهو ما يفعله الأقباط خلال هذا الأسبوع ، حيث ترفض الكنائس فى مصر بمختلف مذاهبها الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية فكرة إجبار الصائمين على اتباع تلك العادات والتقاليد ولكن الأقباط فى مصر يمارسون تلك العادات حبًا فى الله.
فخلال أسبوع الآلام، جرت العادة أن يمتنع الأقباط عن عدة أشياء كالتقبيل والسلامات وذلك فى الفترة المنحصرة بين أربعاء يهوذا فى أسبوع الآلام«الأربعاء المقبل» وحتى قداس عيد القيامة المجيد، لعدم التمثل بقبلة «يهوذا الاسخريوطي» تلميذ السيد المسيح المقرب والذي باعه مقابل 30 من الفضة لليهود والرومان بحسب الإيمان المسيحي، وكذلك لا يقوم الأقباط بتقبيل يد رجال الدين بحسب ما هو متبع، ويعود الأقباط لطبيعتهم بعد قداس عيد القيامة المجيد، وتمنع الكنيسة القبلة بداية من مساء الأربعاء احتجاجًا على قبلة يهوذا الخائنة للسيد المسيح حتى لا تكون القبلة غاشة، وتذكارًا لهذه الخيانة تصوم الكنيسة كل أربعاء طوال السنة محتجين على التآمر على المسيح الذى اشترك فيه يهوذا بخيانة بشعة، حيث تركت «خيانة يهوذا» أثرًا عميقًا فى وجدان الكنيسة.
كما قد ينقطع عدد كبير جدًا من المُدخنين الأقباط عن التدخين خلال أسبوع الآلام، وأيضا تختلف ملابس الأقباط فى ذلك الأسبوع خاصة فى قرى الصعيد ، حيث يمتنع الأقباط عن ارتداء الملابس الملونة تمامًا خصوصًا السيدات، فتتشح النساء بالسواد القاتم فى فترة البقاء بالمنزل أو خارجه، وهو ما يعتبر موروثًا شعبيًا متبعًا فى حالة الوفاة، ويرتدى النسوة تلك الملابس أيضًا على غرار الكنيسة التى تعلق الستائر والشارات السوداء حزنًا على الأحداث المؤلمة التى تعرض لها المسيح بحسب الإيمان المسيحي.
وكذلك ينقطع الأقباط أيضًا عن المأكولات والمشروبات الترفيهية مثل: العصائر والمثلجات والمسليات والفاكهة بكافة أنواعها كما يتعمد الأقباط فى ذلك الأسبوع زيادة عدد ساعات الصوم الانقطاعي، فبدلا من أن ينقطع الصائمون عن المأكل والمشرب من 12 مساءً وحتى الرابعة عصرًا فتمتد إلى 7 مساءً، ويمكن أن تمتد فترة الصوم الانقطاعى لأكثر فى حالة الرهبان فى الأديرة، وينقطع الأقباط عن الزيارات العائلية وجلسات التسامر واللهو والرحلات الترفيهية خلال ذلك الأسبوع .
