بالخيول ومعدات مكافحة الشغب

أمريكا تقمع احتجاجات الجامعات على حرب غزة وتعتقل الأساتذة والطلاب

تزايد التضامن مع المتظاهرين.. ورئيس مجلس النواب يهدد بتعبئة الحرس الوطني
تزايد التضامن مع المتظاهرين.. ورئيس مجلس النواب يهدد بتعبئة الحرس الوطني

مارست الشرطة الامريكية كل وسائل القمع لوقف المظاهرات التى قام بها آلاف الطلاب والاساتذة في مختلف الجامعات الأمريكية احتجاجاً على استمرار المذابح الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والدعم الأمريكي لحكومة تل أبيب. واستخدمت الشرطة الأمريكية العنف ضد الطلاب والأساتذة على حد سواء واعتقلت المئات منهم.

اقرأ أيضًا| بيرني ساندرز لـ«نتنياهو»: احترم عقلية المواطن الأمريكي.. «أنت متعصب»

وذكرت قناة القاهرة الإخبارية أن الاحتجاجات تتزايد رغم استخدام الشرطة للقوة والاعتقالات، وأضافت أنه رغم الاعتقالات، أصر الطلاب المحتجون فى جامعة كولومبيا بنيويورك، مركز المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، على مواصلة الاحتجاجات والاعتصام، حتى توافق الجامعة على قطع العلاقات مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية وسحب أموالها من الكيانات المرتبطة بدولة الاحتلال والعدوان، من بين مطالب أخرى.

وخلال أيام قليلة اتسع نطاق المظاهرات الطلابية لتشمل أكثر من 24 جامعة أمريكية، منها الجامعات المرموقة مثل هارفارد وييل وبوسطن ومعهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا فى الشمال الشرقى، مرورا بجامعات برينستن وبراون وكولومبيا ونيويورك وجورج واشنطن على الساحل الشرقى.

وقد أصاب المشهد الجامعى الإدارة الأمريكية بحالة من الارتباك خاصة ان معظم المتظاهرين من الأمريكييين ونسبة كبيرة منهم من اليهود. وزاد من قلق الإدارة مابدا واضحا للعيان من ان الأجيال الجديدة أكثر مناصرة ووعيا بالصراع فى الشرق الأوسط من الأجيال السابقة.. وفى محاولة لإرسال رسالة للطلاب المعتصمين توجه رئيس مجلس النواب الأمريكى مايك جونسون إلى لجامعة كولومبيا، التى أصبحت رمزاً للاحتجاجات وكانت المفاجأة قيام الطلاب باستقباله بصيحات الاستهجان. وهدد رئيس مجلس النواب خلال الزيارة بأنه سيطلب من الرئيس جو بايدن تعبئة الحرس الوطنى فى الجامعات التى تعانى مما أطلق عليه «فيروس معاداة السامية».. وجاءت زيارة جونسون بعد وقت قصير من تمديد الجامعة الموعد النهائى للتوصل لاتفاق بشأن إزالة مخيم الاحتجاج.

وتعاملت سلطات إنفاذ القانون بشكل عنيف مع بعض احتجاجات الجامعات فى أنحاء البلاد. وأعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا إغلاق حرمها الجامعى وطلبت من قسم شرطة لوس أنجلوس فضّ المظاهرة. وقبضت الشرطة على الطلاب الذين استسلموا سلمياً واحداً تلو آخر. وقبل ذلك بساعات، أزالت شرطة الحرم الجامعى مخيم الاحتجاج وطلب المساعدة من شرطة لوس أنجليس لمواجهة الطلاب.. وفى ولاية تكساس فرقت قوات دورية الطرق السريعة المزودة بمعدات مكافحة الشغب بدعم من أفراد شرطة يمتطون الخيول احتجاجاً فى جامعة تكساس بأوستن واعتقلت 20 شخصاً، كما شهدت جامعات أخرى احتجاجات مماثلة، منها جامعة براون فى مدينة بروفيدنس، وجامعة ميشيجان فى مدينة آن أربور، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا فى كمبريدج وجامعة كاليفورنيا بوليتكنك فى مدينة هومبولت.. وقد أدى التعامل العنيف من الشرطة تجاه المتظاهرين للمزيد من التضامن معهم كما أدى لانضمام مئات من زملائهم إليهم. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد فقد انضم إليهم فى بعض الجامعات عدد من أعضاء هيئة التدريس. ووقف بعضهم كحائط سد بينهم وبين رجال الشرطة فى جامعة نيويورك. وقد تم القبض على أحد أساتذة الجامعة فى جامعة تكساس.. وبدأت وسائل الإعلام الأمريكية فى نقل مطالب الطلاب المحتجين التى تشمل وقف إطلاق النار فى غزة وإنهاء الحرب، ووقف تعامل الجامعات الأمريكية مع نظيرتها الإسرائيلية ووقف الاستثمارات فى الشركات التى توفر الأسلحة لإسرائيل، وسحب الأموال التى تضعها الجامعات فى الصناديق والشركات التى تستفيد من الغزو الإسرائيلى لغزة واحتلال الأراضى الفلسطينية، التى تقدر بنحو 50 مليار دولار.

ووصفت منظمة «بن أمريكا» المدافعة عن حرية التعبير، التصعيد المفاجئ فى جامعة تكساس بأنه يثير قلقاً بالغاً. وقالت كريستين شافيرديان، مديرة برنامج حرية التعبير فى الجامعات بالمنظمة: «يجب على الإدارة أن تفعل كل ما فى وسعها للحفاظ على سلامة طلابها وسير العمل فى الجامعة، لكن استدعاء شرطة الولاية لتفريق الاحتجاج السلمى الذى بدأ بالكاد له تأثير عكسى».

ومن المتوقع ان ترتفع وتيرة التظاهرات فى الجامعات الأمريكية خلال الفترة القادمة فيما يشكل ضغطا كبيرا على الإدارة الأمريكية التى تخوض السباق الرئاسى وهو ما قد يدفع الرئيس بايدن لممارسة المزيد من الضعط على تل أبيب لإيقاف الحرب.